الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              16252 حدثنا عبد الله قال حدثني سريج بن يونس من كتابه قال حدثنا عباد بن عباد يعني المهلبي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد مولى لآل معاوية قال قدمت الشام فقيل لي في هذه الكنيسة رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فدخلنا الكنيسة فإذا أنا بشيخ كبير فقلت له أنت رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم قال قلت حدثني عن ذلك قال إنه لما غزا تبوك كتب إلى قيصر كتابا وبعث به مع رجل يقال له دحية بن خليفة فلما قرأ كتابه وضعه معه على سريره وبعث إلى بطارقته ورءوس أصحابه فقال إن هذا الرجل قد بعث إليكم رسولا وكتب إليكم كتابا يخيركم إحدى ثلاث إما أن تتبعوه على دينه أو تقروا له بخراج يجري له عليكم ويقركم على هيئتكم في بلادكم أو أن تلقوا إليه بالحرب قال فنخروا نخرة حتى خرج بعضهم من برانسهم وقالوا لا نتبعه على دينه وندع ديننا ودين آبائنا ولا نقر له بخراج يجري له علينا ولكن نلقي إليه الحرب فقال قد كان ذاك ولكني كرهت أن أفتات دونكم بأمر قال عباد فقلت لابن خثيم أوليس قد كان قارب وهم بالإسلام فيما بلغنا قال بلى لولا أنه رأى منهم قال فقال ابغوني رجلا من العرب أكتب معه إليه جواب كتابه قال فأتيت وأنا شاب فانطلق بي إليه فكتب جوابه وقال لي مهما نسيت من شيء فاحفظ عني ثلاث خلال انظر إذا هو قرأ كتابي هل يذكر الليل والنهار وهل يذكر كتابه إلي وانظر هل ترى [ ص: 75 ] في ظهره علما قال فأقبلت حتى أتيته وهو بتبوك في حلقة من أصحابه محتبين فسألت فأخبرت به فدفعت إليه الكتاب فدعا معاوية فقرأ عليه الكتاب فلما أتى على قوله دعوتني إلى جنة عرضها السموات والأرض فأين النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الليل فأين النهار قال فقال إني قد كتبت إلى النجاشي فخرقه فخرقه الله مخرق الملك قال عباد فقلت لابن خثيم أليس قد أسلم النجاشي ونعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى أصحابه فصلى عليه قال بلى ذاك فلان بن فلان وهذا فلان بن فلان قد ذكرهم ابن خثيم جميعا ونسيتهما وكتبت إلى كسرى كتابا فمزقه فمزقه الله تمزيق الملك وكتبت إلى قيصر كتابا فأجابني فيه فلم تزل الناس يخشون منهم بأسا ما كان في العيش خير ثم قال لي من أنت قلت من تنوخ قال يا أخا تنوخ هل لك في الإسلام قلت لا إني أقبلت من قبل قوم وأنا فيهم على دين ولست مستبدلا بدينهم حتى أرجع إليهم قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو تبسم فلما قضيت حاجتي قمت فلما وليت دعاني فقال يا أخا تنوخ هلم فامض للذي أمرت به قال وكنت قد نسيتها فاستدرت من وراء الحلقة ويلقى بردة كانت عليه عن ظهره فرأيت غضروف كتفه مثل المحجم الضخم حدثنا عبد الله قال حدثني أبو عامر حوثرة بن أشرس إملاء على قال أخبرني حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبي راشد قال كان رسول قيصر جارا لي زمن يزيد بن معاوية فقلت له أخبرني عن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل دحية الكلبي إلى قيصر وكتب معه إليه كتابا فذكر نحو حديث عباد بن عباد وحديث عباد أتم وأحسن اقتصاصا للحديث وزاد قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاه إلى الإسلام فأبى أن يسلم وتلا هذه الآية إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك رسول قوم وإن لك حقا ولكن جئتنا ونحن مرملون فقال عثمان بن عفان أنا أكسوه حلة صفورية وقال رجل من الأنصار علي ضيافته

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية