الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              6847 حدثنا عبد الله حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي حدثني الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن بهصل الحرمازي حدثني أبي أمين بن ذروة عن أبيه ذروة بن نضلة عن أبيه نضلة بن طريف أن رجلا منهم يقال له الأعشى واسمه عبد الله بن الأعور كانت عنده امرأة يقال لها معاذة خرج في رجب يمير أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشزا عليه فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل بن كعب بن قميشع بن دلف بن أهضم بن عبد الله فجعلها خلف ظهره فلما قدم ولم يجدها في بيته وأخبر أنها نشزت عليه وأنها عاذت بمطرف بن بهصل فأتاه فقال يا ابن عم أعندك امرأتي معاذة فادفعها إلي قال ليست عندي ولو كانت عندي لم أدفعها إليك قال وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول

                              يا سيد الناس وديان العرب إليك أشكو ذربة من الذرب     كالذئبة الغبشاء في ظل السرب
                              خرجت أبغيها الطعام في رجب     فخلفتني بنزاع وهرب
                              أخلفت العهد ولطت بالذنب     وقذفتني بين عيص مؤتشب
                              وهن شر غالب لمن غلب

                              فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهن شر غالب لمن غلب فشكا إليه امرأته وما صنعت به وأنها عند رجل منهم يقال له مطرف بن بهصل فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم إلى مطرف انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه فأتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه فقال لها يا معاذة هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك فأنا دافعك إليه قالت خذ لي عليه العهد والميثاق وذمة نبيه لا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذاك عليه ودفعها مطرف إليه فأنشأ يقول

                              لعمرك ما حبي معاذة بالذي     يغيره الواشي ولا قدم العهد
                              ولا سوء ما جاءت به إذ أزالها     غواة الرجال إذ يناجونها بعدي

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية