الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 237 ] حديث يوم بعاث

                                                                                      قال يونس ، عن ابن إسحاق : حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ ، عن محمود بن لبيد ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ ، يتلمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال لهم : هل لكم إلى خير مما جئتم له ؟ قالوا : وما ذاك ؟ قال : أنا رسول الله بعثني الله إلى العباد ، ثم ذكر لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس ، وكان غلاما حدثا : يا قوم هذا والله خير مما جئتم له . فيأخذ أبو الحيسر حفنة من الحصباء ، فضرب بها وجه إياس ، وقال : دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . فسكت ، وقام النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وانصرفوا إلى المدينة ، وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك . قال محمود بن لبيد : فأخبرني من حضره من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات ، وكانوا لا يشكون أنه مات مسلما . وقد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس ، حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع .

                                                                                      [ ص: 238 ] وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم - يعني : وجرحوا - قدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام . أخرجه البخاري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية