الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب عطف على جملة ولو أن قرءانا سيرت به الجبال إلخ ; لأن تلك المثل الثلاثة التي فرضت أريد بها أمور سألها المشركون النبيء صلى الله عليه وسلم استهزاء وتعجيزا لا لترقب حصولها .

وجاءت عقب الجملتين لما فيها من المناسبة لهما من جهة المثل التي في الأولى ومن جهة الغاية التي في الثانية .

[ ص: 148 ] وقد استهزأ قوم نوح به عليه السلام وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه ، واستهزأت عاد بهود عليه السلام فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ، واستهزأت ثمود بصالح عليه السلام قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة ، واستهزءوا بشعيب عليه السلام قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد ، واستهزأ فرعون بموسى عليه السلام أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين .

والاستهزاء : مبالغة في الهزء مثل الاستسخار في السخرية .

والإملاء : الإمهال والترك مدة . ومنه واهجرني مليا وقد تقدم في قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم في سورة الأعراف .

والاستفهام في فكيف كان عقاب للتعجيب .

و عقاب أصله عقابي مثل ما تقدم آنفا في قوله وإليه متاب والكلام تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ووعيد للمشركين .

التالي السابق


الخدمات العلمية