الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يوم يكون الناس كالفراش المبثوث .

                                                                                                                                                                                                                                      الفراش : جمع فراشة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هي التي تطير وتتهافت في النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : طير رقيق يقصد النار ولا يزال يتقحم على المصباح ونحوه حتى يحترق .

                                                                                                                                                                                                                                      وذكر الشيخ في إملائه قول جرير :


                                                                                                                                                                                                                                      إن الفرزدق ما علمت وقومه مثل الفراش غشين نار المصطلى



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الفراء : هو غوغاء الجراد الذي ينتشر في الأرض ويركب بعضه بعضا من الهول .

                                                                                                                                                                                                                                      ونقل القرطبي عن الفراء : أنه الهمج الطائر من بعوض وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                      ومنه الجراد . ويقال : هو أطيش من فراشة قال :


                                                                                                                                                                                                                                      طويش من نفر أطياش     أطيش من طائرة الفراش



                                                                                                                                                                                                                                      وفي صحيح مسلم عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثلكم كمثل رجل [ ص: 72 ] أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها ، وهو يذبهن عنها . وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي " .

                                                                                                                                                                                                                                      والمبثوث : المنتشر .

                                                                                                                                                                                                                                      ومثله قوله : يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر [ 54 \ 7 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيانه في سورة " اقتربت الساعة " ، وسورة " ق والقرآن " ، وسورة " يس والقرآن الحكيم " . بما يغني عن إعادته هنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قيل : إن وصفها بالفراش في أول حالها في الاضطراب والحيرة .

                                                                                                                                                                                                                                      ووصفهم كالجراد في الكثرة ووحدة الاتجاه : مهطعين إلى الداعي [ 54 \ 8 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية