الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وما أنتم له بخازنين .

                                                                                                                                                                                                                                      فيه للعلماء وجهان من التفسير كلاهما يشهد له قرآن الأول : أن معنى وما أنتم له بخازنين [ 15 \ 22 ] أي ليست خزائنه عندكم بل نحن الخازنون له ، ننزله متى شئنا ، وهذا الوجه تدل عليه آيات كقوله وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم [ 15 \ 21 ] وقوله : ولله خزائن السماوات والأرض الآية [ 63 \ 7 ] ونحو ذلك من الآيات ، الوجه الثاني : أن معنى وما أنتم له بخازنين بعد أن أنزلناه عليكم ، أي لا تقدرون على حفظه في الآبار والعيون والغدران ، بل نحن الحافظون له فيها ، ليكون ذخيرة لكم عند الحاجة ، ويدل لهذا الوجه قوله تعالى وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون [ 23 \ 18 ] وقوله : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين [ 67 ] وقوله : أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا [ 18 \ 41 ] وقوله : ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض الآية [ 39 \ 21 ] إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية