الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          خلاصة سورة الأنفال

                          ( أي ما فيها من الأصول الاعتقادية ، والسنن الاجتماعية ، وقواعد الشرع العملية ، من سياسية وحربية ، ونجمل ذلك في سبعة أبواب قد يدخل بعض أصولها ومسائلها في بعض فيذكر في كل باب بما يناسبه )

                          مقدمة للتنبيه والتذكير

                          ينبغي أن يتذكر القارئ أن جل السور المكية في أصول الإيمان الاعتقادية من الإلهيات والوحي والرسالة والبعث والجزاء وغيرهما من عالم الغيب وقصص الرسل مع أقوامهم . ويلي ذلك فيها أصول التشريع الإجمالية العامة ، والآداب والفضائل الثابتة ، كما بيناه في خلاصة كل من سورتي الأنعام ، والأعراف ، ويتخلل هذا وذاك محاجة المشركين ودعوتهم إلى الإيمان بتلك الأصول ودحض شبهاتهم ، وإبطال ضلالتهم ، وتشويه خرافاتهم .

                          وأما السور المدنية فتكثر فيها قواعد الشرع التفصيلية ، وأحكام الفروع العملية ، بدلا [ ص: 106 ] من أصول العقائد الإيمانية ، وقواعد التشريع العامة المجملة ، كما تكثر في بعضها محاجة أهل الكتاب ، وبيان ما ضلوا فيه عن هداية كتبهم ورسلهم ، ودعوتهم إلى الإيمان بخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين - وفي بعضها بيان ضلالة المنافقين ومفاسدهم كما يرى القارئ للسور المدنية الطوال الأربع المتقدمة ، وكل من هذا وذاك يقابل ما في السور المكية من بيان بطلان الشرك وغواية أهله .

                          في سورة البقرة تكثر محاجة اليهود ، وفي سورة آل عمران تكثر محاجة النصارى ، وفي سورة المائدة تكثر محاجة الفريقين ، وفي سورة النساء تكثر الأحكام المتعلقة بالمنافقين ، ويليها في فضائح المنافقين سورة التوبة الآتية . وتكثر في هذه السور الثلاث أحكام القتال ، كما تكثر في هذه السورة ( سورة الأنفال ) .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية