الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 376 ] الكلمة الأولى في الهجرة المحمدية :

                          كان من حكمة الله تعالى في رسالة محمد خاتم النبيين ، المرسل رحمة للعالمين ، ومصلحا للناس أجمعين ، أن أعدلها في المرتبة الأولى الأمة العربية الأمية باستقلال الفكر ، وقوة الإرادة ، وذكاء القريحة ، وارتقاء اللغة والسلامة ، مما منيت به أمم الحضارة من الاستذلال والاستعباد للملوك والأمراء ورؤساء الدين . ثم كان من حكمته تعالى أن عادى هذه الدعوة والقائم بها كبراء قومه قريش ، كبرا وبغيا وعلوا واستكبارا عن الاعتراف بضلالهم وضلال آبائهم وأجدادهم في شركهم ، لئلا يكون في ظهورها بالحق شبهة يظن بها أنها إنما قامت بعصبية قريش ، وكان له ـ صلى الله عليه وسلم ـ بضعة أعمام لم يؤمن به منهم من السابقين إلا حمزة ـ رضي الله عنه ـ أخوه في الرضاع وقريبه من جهة الأم ، فإن أمه ابنة عم آمنة أم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد آمن في السنة الثانية من بعثته . وكان أبو لهب عمه الكبير الغني أول من صارحه العداوة ، فقال لقريش : خذوا على يديه ، قبل أن تجتمع العرب عليه . وحسبك ما أنزل الله فيه وفي امرأته حمالة الحطب ، وكان عمه أبو طالب هو الذي كفله بعد وفاة جده شيبة الحمد عبد المطلب ، وإنما كان يحميه ويدافع عنه لعصبية القرابة والتربية ، وكان لزوجه أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ مقام كبير في قريش ، كان له تأثير سلبي في تقليل إيذائه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقد توفيت هي وأبو طالب في أسبوع واحد ، فاشتد إيذاء قريش له بعدهما ، حتى أجمعوا على قتله قتلة تشترك فيها جميع قبائل قريش ، بأن يأخذوا من كل قبيلة منها شابا نهدا قويا يعطونه سيفا فيحمل عليه هؤلاء الشبان حملة رجل واحد فيقطعونه بسيوفهم ؛ ليضيع دمه بين القبائل ، ويتعذر على بني هاشم الأخذ بثأره على حسب عادة العرب فيرضون بالدية . عند هذا أمره الله تعالى بالهجرة إلى يثرب التي صار اسمها المدينة المنورة بهجرته إليها ، وكان قد آمن به وبايعه من أهلها الأنصار في الموسم من جعلهم الله تعالى مقدمة لإيمان غيرهم من الأنصار الكرام .

                          لم يكاشف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهجرته أحدا غير صاحبه الأول أبي بكر الصديق : الذي كان أول من آمن به ممن دعاهم إلى الإسلام بعد أهل بيته ( وهم زوجه خديجة وعتيقه زيد بن حارثة وربيبه علي ، وكان دون البلوغ ، وهؤلاء قد علموا بنبوته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصدقوه قبل أن يأمره الله بالجهر بالدعوة فكان أبو بكر صاحبه الملازم ، ومستشاره الدائم ، ووزيره الأكبر وموضع سره ، وإنما كان رضي الله تعالى عنه أول من أسلم ؛ لأنه كان أشد هذه الأمة استعدادا لنور الإسلام بسلامة فطرته ، وطهارة نفسه ، وقوة عقله ، وعرفانه بفضائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل النبوة ، وقد كان صديقه من سن الشباب .

                          [ ص: 377 ] وروى ابن إسحاق أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعرض الإسلام على أحد إلا وكان له فيه كبوة إلا أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ ، وإننا نذكر أصح ما أورده نقاد المحدثين من خبر الهجرة . وأوضحه وأبسطه ما رواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد والبخاري وغيرهم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ فنبدأ به ، ونقفي عليه بأحاديث أخرى من الجامع الصحيح غير ناظرين إلى روايتها في غيره ، ثم نشير إلى غيرها .

                          قال البخاري في كتاب الهجرة من صحيحه : حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال ابن شهاب : فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طرفي النهار بكرة وعشية ، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي . قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج ، إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ، ارجع واعبد ربك ببلدك ، فرجع وارتحل معه ابن الدغنة ، فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج ، أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ، ويصل الرحم ، ويحمل الكل ، ويقري الضيف ، ويعين على نوائب الحق ؟ فلم تكذب قريش جوار ابن الدغنة ، وقالوا لابن الدغنة : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر ، فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ، ولا يستعلن بصلاته ، ولا يقرأ في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون منه وينظرون إليه ، وكان أبو بكر [ ص: 378 ] رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن . وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره ، فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه ، وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه ، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك ، فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة : فأتى ابن الدغنة إلى أبي بكر . فقال : قد علمت الذي عاقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له ، فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله عز وجل .

                          والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يومئذ بمكة ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمسلمين : " إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين " وهما الحرتان ، فهاجر من هاجر قبل المدينة ، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة ، وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي " فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال : " نعم " فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليصحبه ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر وهو الخبط أربعة أشهر .

                          ( قال ابن شهاب : قال عروة قالت عائشة : فبينما نحن يوما جلوسا في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها ، فقال أبو بكر : فداء له أبي وأمي ، والله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر . قالت : فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستأذن له ، فدخل فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي بكر : " أخرج من عندك " فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ، قال : " إني قد أذن لي في الخروج " فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " نعم " . قال أبو بكر : فخذ بأبي أنت [ ص: 379 ] يا رسول الله - إحدى راحلتي هاتين . قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " بالثمن " . قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز . وصنعنا لهما سفرة في جراب ، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب ، فبذلك سميت ذات النطاق . قالت : ثم لحق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت ، فلا يسمع أمرا يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم ، فيريحها عليهما حين يذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس ، يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث . واستأجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر رجلا من بني الديل وهو من بني عبد بن عدي هاديا خريتا - والخريت الماهر بالهداية - قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي ، وهو على دين كفار قريش ، فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث ، وانطلق معهما عامر بن فهيرة والدليل فأخذ بهم طريق السواحل .

                          قال ابن شهاب : وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي ، وهو ابن أخي سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول : جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر دية كل واحد منهما من قتله أو أسره ، فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس ، فقال : يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت له : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ، ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت ، فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي ، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه [ ص: 380 ] الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم ، فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا ، فخرج الذي أكره ، فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين ، فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت لم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة إذ لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا ، فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال : " أخف عنا " فسألته أن يكتب لي كتاب أمن ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

                          قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام ، فكسا الزبير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبا بكر ثياب بياض ، وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة ، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أو في رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه ، فبصر برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون . فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل [ ص: 381 ] بهم في بني عمرو بن عوف ، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول ، فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامتا ، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند ذلك ، فلبث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة ، وأسس المسجد الذي أسس على التقوى ، وصلى فيه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول بالمدينة ، وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة . فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين بركت به راحلته ، هذا إن شاء الله المنزل ، ثم دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا : لا ، بل نهبه لك يا رسول الله ، ثم بناه مسجدا وطفق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينقل معهم اللبن في بنيانه ويقول وهو ينقل اللبن :


                          هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبر ربنا وأطهر

                          ويقول :

                          " اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة
                          "

                          فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي . قال ابن شهاب : ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله تمثل ببيت شعر تام غير هذا البيت .

                          ( حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه وفاطمة عن أسماء ـ رضي الله عنها ـ ، صنعت سفرة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر حين أراد المدينة ، فقلت لأبي : ما أجد شيئا أربطه إلا نطاقي ، قال : فشقيه ففعلت ، فسميت ذات النطاقين . حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء ـ رضي الله عنه ـ قال : لما أقبل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة تبعه سراقة بن مالك بن جعشم فدعا عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فساخت به فرسه ، قال : ادع الله لي ولا أضرك ، فدعا له . [ ص: 382 ] قال : فعطش رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمر براع ، قال أبو بكر : فأخذت قدحا فحلبت فيه كثبة من لبن فأتيته فشرب حتى رضيت اهـ .

                          ( أقول ) : هذا ما اخترت نقله من صحيح البخاري من خبر الهجرة ، وفي أحاديث أخرى تراجع في صحيح البخاري وغيره من الصحاح والسنن والسير وفيها عبر كثيرة ، وإنني أقفي عليه بوصف الغار الذي شرفه الله بإيوائه إليه إتماما للفائدة .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية