الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          تعريف الوحي عندهم

                          جاء في تفسير كلمة ( ( وحي ) ) من قاموس الكتاب المقدس ما نصه مع حذف رموز الشواهد :

                          ( ( تستعمل هذه اللفظة للدلالة على نبوة خاصة بمدينة أو شعب ، وجاء في ( حز 12 : 1 ) وهذا الوحي هو الرئيس ) ) أي أنه آية للشعب . وعلى العموم يراد بالوحي الإلهام . وعلى ذلك [ ص: 122 ] يقال : ( ( إن كل الكتاب هو موحى به من الله ) ) والوحي بهذا المعنى هو حلول روح الله في روح الكتاب الملهمين وذلك على أنواع .

                          ( 1 ) إفادتهم بحقائق روحية أو حوادث مستقبلة لم يكن يمكنهم التوصل إليها إلا به .

                          ( 2 ) إرشادهم إلى تأليف حوادث معروفة أو حقائق مقررة ، والتفوه بها شفاها أو تدوينها كتابة بحيث يعصمون من الخطأ فيقال ( ( تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ) ) وهنا لا يفقد المتكلم أو الكاتب شيئا من شخصيته وإنما يؤثر فيه الروح الإلهي بحيث يستعمل ما عنده من القوى والصفات وفق إرشاده تعالى . ولهذا ترى في كل مؤلف من الكتاب الكرام ما امتاز به من المواهب الطبيعية ونمط التأليف وما شابه ذلك ، وفي شرح هذا التعليم دقة ، وقد اختلف العلماء فيما أوردوه من شرحه ، غير أن جميع المسيحيين يتفقون على أن الله قد أوحى لأولئك الكتاب ليدونوا إرادته ويفيدوا الإنسان ما يجب عليه من الإيمان والعمل لكي ينال الخلاص الأبدي ) ) ا هـ .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية