الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( الفصل الثاني ) :

                          ( في الهداية الإجمالية في قصص السورة وأصول الدين الثلاثة التي دعا إليها جميع الرسل ) :

                          قد بينا في الكلام على إعجاز القرآن العلمي الذي فصله في قصص الرسل - عليهم السلام - وتكرارها أنها مشتملة فيه على عشرة أنواع كلية من العلم والهداية ، فراجعها أيها المتدبر المتفقه في الصفحة 34 - 37 من هذا الجزء وتأملها إجمالا ، ثم تأمل ما في هذه السورة منها في الفصول التالية .

                          وأما أصول الدين فهي المجملة في قول الله - تعالى - : - إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 2 : 62 . ( الأصل الأول ) الإيمان بالله - تعالى - ، وقد بينا في الباب الأول شواهده من قصص السورة كلها .

                          ( الأصل الثاني ) الإيمان باليوم الآخر ، وهو البعث والجزاء وسيأتي تفصيله في الباب الرابع .

                          ( الأصل الثالث ) العمل الصالح وهو قسمان : ما أمر الله - تعالى - به ، وما نهى عنه على [ ص: 171 ] ألسنة رسله - عليهم السلام - بعد الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك . وقد ذكر العمل الصالح باللفظ المجمل الدال على كل ما تصلح به أنفس البشر في موضعين من هذه السورة .

                          ( الأول ) قوله بعد بيان قسمي اليئوس الكفور ، والفرح الفخور من الناس : - إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات - الآية .

                          ( الثاني ) قوله بعد ذكر الذين خسروا أنفسهم : - إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون - 23 . وفي معناها الإحسان في قوله : - ليبلوكم أيكم أحسن عملا - 7 وقوله : - إن الحسنات يذهبن السيئات - 114 .

                          وأما الأوامر والنواهي المفصلة فهي من خصائص السورة المدنية ، ونذكر ما هنا من أصولها في الباب الخامس .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية