الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          لهم فيها أزواج مطهرة قالوا : أي من الحيض والنفاس والعيوب والأدناس ، أي : سواء كانت حسية أو معنوية ، وتقدم مثل هذه الجملة في سورة البقرة [ 2 : 25 ] ، وهناك كلام في نساء أهل الجنة ومعنى مصاحبتهن والاستمتاع بهن مع العلم بأن الجنة عالم غيبي ليس كعالم الدنيا .

                          وندخلهم ظلا ظليلا قال الراغب : الظل أعم من الفيء فإنه يقال : ظل الليل وظل الجنة ، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس : ظل ، ولا يقال : الفيء ، إلا لما زالت عنه الشمس ، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة ، وأورد الشواهد على ذلك من الآيات ومن كلام الناس ، كقولهم : أظلني فلان أي : حرسني وجعلني في ظله أي : عزه ومنعته ، ثم قال : وظل ظليل أي : فائض ، وندخلهم ظلا ظليلا كناية عن غضارة العيش ، وقال غيره : إن شدة الحر في بلاد العرب هي السبب في استعمالهم لفظ الظل بمعنى النعيم ، والظل صفة اشتقت من لفظ الظل يؤكد بها معناه كما يقال : ليل أليل ، أي : ظل وارف فينان ، لا يصيب صاحبه حر ، ولا سموم ، ودائم لا تنسخه الشمس ، وأقول : لعل ذلك إشارة إلى النعيم الروحاني بعد ذكر النعيم الجسماني كما عهد في القرآن ، ويؤكد ذلك إسناده إليه سبحانه وتعالى جده وثناؤه .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية