الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الخامس : أن باختلاف القراءات يظهر الاختلاف في الأحكام ; ولهذا بنى الفقهاء نقض وضوء الملموس وعدمه على اختلاف القراءات في لمستم ، ولامستم ( النساء : 43 ) ، وكذلك جواز وطء الحائض عند الانقطاع وعدمه إلى الغسل على [ ص: 475 ] اختلافهم في ( حتى يطهرن ) ( البقرة : 222 ) .

وكذلك السجدة في سورة " النمل " ( الآية : 25 ) ، مبنية على القراءتين . قال الفراء : " من خفف ( ألا ) كان الأمر بالسجود ، ومن شدد لم يكن فيها أمر به " . وقد نوزع في ذلك .

إذا علمت ذلك فاختلفوا في الآية إذا قرئت بقراءتين على قولين :

أحدهما : أن الله تعالى قال بهما جميعا .

والثاني : أن الله تعالى قال بقراءة واحدة ، إلا أنه أذن أن يقرأ بقراءتين .

وهذا الخلاف غريب رأيته في كتاب " البستان " لأبي الليث السمرقندي ، ثم اختاروا في المسألة توسطا ، وهو أنه إن كان لكل قراءة تفسير يغاير الآخر فقد قال بهما جميعا ، وتصير القراءات بمنزلة آيتين ، مثل قوله : ( ولا تقربوهن حتى يطهرن ) ( البقرة : 222 ) ، وإن كان تفسيرهما واحدا كالبيوت والبيوت ، والمحصنات والمحصنات ، بالنصب والجر ، فإنما قال بأحدهما ، وأجاز القراءة بهما لكل قبيلة على ما تعود لسانهم .

فإن قيل : إذا صح أنه قال بأحدهما ; فبأي القراءتين قال ؟ قيل : بلغة قريش . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية