الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 493 ] النوع الرابع والعشرون

معرفة الوقف والابتداء

وهو فن جليل ، وبه يعرف كيف أداء القرآن ، ويترتب على ذلك فوائد كثيرة ، واستنباطات غزيرة ، وبه تتبين معاني الآيات ، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات .

التصنيف فيه :

وقد صنف فيه الزجاج قديما كتاب " القطع والاستئناف " وابن [ ص: 494 ] الأنباري ، وابن عباد ، والداني ، والعماني ، وغيرهم .

أهميته :

وقد جاء عن ابن عمر أنهم كانوا يتعلمون ما ينبغي أن يوقف عنده ، كما يتعلمون [ ص: 495 ] [ ص: 496 ] [ ص: 497 ] [ ص: 498 ] القرآن .

وروي عن ابن عباس ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان ) ( النساء : 83 ) قال : فانقطع له الكلام . [ ص: 499 ] واستأنس له ابن النحاس بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للخطيب : بئس الخطيب أنت حين قال : " ومن يعصهما " ووقف ، قال : قد كان ينبغي أن يصل كلامه فيقول : " ومن يعصهما فقد غوى " ، أو يقف على " ورسوله فقد رشد " فإذا كان مكروها في الخطب ففي كلام الله أشد .

وفيما ذكره نزاع ليس هذا موضعه ، وقد سبق حديث : أنزل القرآن على سبعة أحرف ، كل كاف شاف ; ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة ، أو آية رحمة بآية عذاب .

وهذا تعليم للتمام ; فإنه ينبغي أن يوقف على الآية التي فيها ذكر العذاب والنار ، وتفصل عما بعدها نحو : أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ، ولا توصل بقوله : والذين آمنوا وعملوا الصالحات ( البقرة : 82 ) ، وكذا قوله : حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار ( غافر : 6 ) ، ولا توصل بقوله : الذين يحملون العرش ، وكذا يدخل من يشاء في رحمته ( الشورى : 8 ) ، ولا يجوز أن يوصل بقوله : ( والظالمون ) ، وقس على هذا نظائره .

التالي السابق


الخدمات العلمية