الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حذف الشرط قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ( إبراهيم : 31 ) ، أي : إن قلت لهم : أقيموا يقيموا .

وجعل منه الزمخشري منه : قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ( البقرة : 80 ) .

فقال : يتعلق بمحذوف تقديره : إن اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده .

وجعل أبو حيان منه قوله تعالى : قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين ( البقرة : 91 ) ، أي : إن كنتم آمنتم بما أنزل إليكم فلم تقتلون ؟ وجواب الشرط : " إن كنتم " محذوف دل عليه ما تقدم ; أي : فلم فعلتم ؟ وكرر الشرط وجوابه مرتين للتأكيد ; إلا أنه حذف الشرط من الأول ، وبقي جوابه ، وحذف الجواب من الثاني وبقي شرطه ، انتهى .

وهو حسن ، إلا أنه قد كان خالف الزمخشري ; وأنكر قوله بحذف الشرط في : فتاب عليكم ( البقرة : 54 ) ، وفي فانفجرت ( البقرة : 60 ) ، وقال : إن الشرط لا يحذف في غير الأجوبة ، والآن قد رجع إلى موافقته .

[ ص: 252 ] وقوله : وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ( الروم : 56 ) ، تقديره : إن كنتم منكرين فهذا يوم البعث ، أي : فقد تبين بطلان إنكاركم .

وقوله : فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ( الأنفال : 17 ) ، بمعنى : إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم ، فعدل عن الافتخار بقتلهم ، فحذف لدلالة الفاعلية .

وقوله : فالله هو الولي ( الشورى : 9 ) تقديره : إن أرادوا أولياء فالله هو الولي بالحق ، لا ولي سواه .

التالي السابق


الخدمات العلمية