الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
78 - هل

للاستفهام قيل : ولا يكون المستفهم معها إلا فيما لا ظن له فيه ألبتة ، بخلاف الهمزة ، فإنه لا بد أن يكون معه إثبات . فإذا قلت : أعندك زيد ؟ فقد هجس في نفسك أنه عنده فأردت أن تستثبته ، بخلاف " هل " . حكاه ابن الدهان .

وقد سبق فروق في الكلام على معنى الاستفهام .

وقد تأتي بمعنى " قد " ، كقوله تعالى : وهل أتاك حديث موسى ( طه : 9 ) ، [ ص: 371 ] هل أتاك حديث الغاشية ( الغاشية : 1 ) هل أتى على الإنسان ( الإنسان : 1 ) .

وإنما حملوها على الحرف ; لأنه ورد من عالم بما يدخل عليه ، فأخرجوها عن معنى الاستفهام إلى معنى الإخبار ، حملوها على الحرف الموجب ، وهو " قد " وكان أولى من غيره ؛ لأنه لا يختص بصيغة اختصاص السين وسوف ، وهذا إنما يصح إذا ورد بعدها فعل ، فإن كان اسما فعلى معنى " قد " ، إلا أن يراد أن معناها الإيجاب لما بعدها كما يدعي الفراء باللام في الإيجاب في قولك : إن زيدا لقائم ، إنما هو بمعنى " قد " ، وإن " قد " لا تدخل على الاسم ، وإنما يريد أن الكلام إيجاب ، ومنع قوم من كون " هل " بمعنى " قد " ولم يخرجوها من بابها ، وتأولوا " هل " في الآية إلى شيء يرجع إلى المخلوق في السؤال .

وذكر بعضهم أن " هل " تأتي للتقرير والإثبات ، كقوله تعالى : هل في ذلك قسم لذي حجر ( الفجر : 5 ) أي في ذلك قسم . وكذا قوله : هل أتى على الإنسان ( الإنسان : 1 ) على القول بأن المراد آدم فإنه توبيخ لمن ادعى ذلك .

وتأتي بمعنى " ما " كقوله : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام ( البقرة : 210 ) . وبمعنى " ألا " كقوله : هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ( الكهف : 103 ) . وبمعنى الأمر ، نحو : فهل أنتم منتهون ( المائدة : 91 ) . وبمعنى السؤال : هل من مزيد ( ق : 30 ) . وبمعنى التمني هل في ذلك قسم لذي حجر ( الفجر : 5 ) . وبمعنى أدعوك ، نحو : هل لك إلى أن تزكى ( النازعات : 18 ) فالجار والمجرور متعلق به .

التالي السابق


الخدمات العلمية