الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الواو

الواو : جارة وناصبة ، وغير عاملة .

فالجارة : واو القسم ، نحو : والله ربنا ما كنا مشركين [ الأنعام : 23 ] .

والناصبة : واو ( مع ) فتنصب المفعول معه في رأي قوم ، نحو : فأجمعوا أمركم وشركاءكم [ يونس : 71 ] ولا ثاني له في القرآن . والمضارع في جواب النفي أو الطلب عند الكوفيين ، نحو : ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين [ آل عمران : 142 ] ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون [ الأنعام : 27 ] .

واو الصرف عندهم ، ومعناها : أن الفعل كان يقتضي إعرابا ، فصرفته عنه إلى النصب ، نحو : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء [ البقرة : 30 ] في قراءة النصب .

وغير العاملة أنواع :

[ ص: 540 ] أحدها : واو العطف ، وهي لمطلق الجمع ، فتعطف الشيء على مصاحبه ، نحو : فأنجيناه وأصحاب السفينة [ العنكبوت : 15 ] .

وعلى سابقه نحو : أرسلنا نوحا وإبراهيم [ الحديد : 26 ] .

ولاحقه ، نحو : يوحي إليك وإلى الذين من قبلك [ الشورى : 3 ] .

وتفارق سائر حروف العطف في اقترانها بإما ، نحو : إما شاكرا وإما كفورا [ الإنسان : 3 ] .

. وب ( لا ) بعد نفي ، نحو : وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم [ سبإ : 37 ] .

وب ( لكن ) نحو : ولكن رسول الله [ الأحزاب : 40 ] .

وتعطف العقد على النيف ، والعام على الخاص ، وعكسه . نحو : ( وملائكته ورسله وجبريل وميكال ) [ البقرة : 98 ] رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات [ نوح : 28 ] .

والشيء على مرادفه ، نحو : صلوات من ربهم ورحمة [ البقرة : 157 ] إنما أشكو بثي وحزني إلى الله [ يوسف : 86 ] .

والمجرور على الجوار ، نحو : برءوسكم وأرجلكم [ المائدة : 6 ] .

وقيل : ترد بمعنى ( أو ) وحمل عليه مالك : إنما الصدقات للفقراء والمساكين [ التوبة : 60 ] الآية : .

وللتعليل ، وحمل عليه الخارزنجي الواو الداخلة على الأفعال المنصوبة .

ثانيها : واو الاستئناف ، نحو : ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده [ الأنعام : 2 ] لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى [ الحج : 5 ] . واتقوا الله ويعلمكم الله [ البقرة : 282 ] . من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم [ الأعراف : 186 ] . بالرفع ، إذ لو كانت عاطفة لنصب ( ونقر ) وانجزم ما بعده ، ونصب ( أجل ) .

ثالثها : واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية ، نحو : ونحن نسبح بحمدك [ البقرة : 30 ] . يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم [ آل عمران : 154 ] . لئن أكله الذئب ونحن عصبة [ يوسف : 14 ] .

وزعم الزمخشري : أنها تدخل على الجملة الواقعة صفة ، لتأكيد ثبوت الصفة للموصوف ولصوقها به ، كما تدخل على الحالية ، وجعل من ذلك : ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم [ الكهف : 22 ] .

رابعها : واو الثمانية ، ذكرها جماعة كالحريري وابن خالويه والثعلبي ، وزعموا أن العرب إذا عدوا يدخلون الواو بعد السبعة ، إيذانا بأنها عدد تام ، وأن ما بعده مستأنف وجعلوا من ذلك قوله ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) إلى قوله : ( سبعة وثامنهم كلبهم ) [ الكهف : 22 ] .

[ ص: 541 ] وقوله التائبون العابدون إلى قوله : والناهون عن المنكر [ التوبة : 112 ] ; لأنه الوصف الثامن .

وقوله ( مسلمات ) إلى قوله : وأبكارا [ التحريم : 5 ] .

والصواب : عدم ثبوتها ، وأنها في الجميع للعطف .

خامسها : الزائدة ، وخرج عليه واحدة من قوله : ( وتله للجبين وناديناه ) [ الصافات : 103 - 104 ] .

سادسها : واو ضمير الذكور في اسم أو فعل ، نحو : المؤمنون . وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه [ القصص : 55 ] . قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا [ إبراهيم : 31 ] .

سابعها : واو علامة المذكرين في لغة طيء ، وخرج عليه وأسروا النجوى الذين ظلموا [ الأنبياء : 3 ] . ثم عموا وصموا كثير منهم [ المائدة : 71 ] .

ثامنها : الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها ، كقراءة قنبل : ( وإليه النشور ءأمنتم ) [ الملك : 15 - 16 ] ( قال فرعون ءأمنتم به ) [ الأعراف : 123 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية