الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها : لحديث ابن حبان وغيره : زينوا القرآن بأصواتكم .

[ ص: 351 ] وفي لفظ عند الدارمي : حسنوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا .

وأخرج البزار وغيره حديث : حسن الصوت زينة القرآن .

وفي أحاديث صحيحة كثيرة .

فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع ، بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط .

وأما القراءة بالألحان : فنص الشافعي في المختصر أنه لا بأس بها ، وعن رواية الربيع الجيزي : أنها مكروهة .

قال الرافعي : قال الجمهور : ليست على قولين ، بل المكروه أن يفرط في المد ، وفي إشباع الحركات حتى يتولد من الفتحة ألف ، ومن الضمة واو ، ومن الكسرة ياء ، أو يدغم في غير موضع الإدغام ، فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة .

قال في زوائد الروضة : والصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع ; لأنه عدل به عن نهجه القويم . قال وهذا مراد الشافعي بالكراهة .

قلت : وفيه حديث : اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق ، فإنه سيجيء أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية ، لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم . أخرجه الطبراني والبيهقي .

[ ص: 352 ] قال النووي : ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها للحديث الصحيح ، ولا بأس باجتماع الجماعة في القراءة ولا بإدارتها ، وهي أن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها .

التالي السابق


الخدمات العلمية