الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( الخامس ) الراء الساكنة عند اللام نحو واصطبر لعبادته ، يغفر لكم واصبر لحكم ربك . و ينشر لكم ، و أن اشكر لي فأدغم الراء في اللام في ذلك أبو عمرو من رواية السوسي . واختلف عنه من رواية الدوري . فرواه عنه بالإدغام أبو عبد الله بن شريح في كافيه ، وأبو العز في إرشاده وكفايته

                                                          [ ص: 13 ] ، وأبو العلاء في غايته وصاحب المستنير وصاحب المبهج والكفاية في القراءات الست ، ورواه بالإظهار أبو محمد مكي في تبصرته وابن بليمة في تلخيصه وأطلق الخلاف عن الدوري صاحب التيسير ، والشاطبي والمهدوي وأبو الحسن بن غلبون . وانفرد بالخلاف عن السوسي .

                                                          ( قلت ) : والخلاف مفرع على الإدغام الكبير . فمن أدغم الإدغام الكبير لأبي عمرو لم يختلف في إدغام هذا ، بل أدغمه وجها واحدا ، ومن روى الإظهار اختلف عنه في هذا الباب عن الدوري . فمنهم من روى إدغامه . ومنهم من روى إظهاره ، والأكثرون على الإدغام ، والوجهان صحيحان عن أبي عمرو .

                                                          وبالإدغام قرأ الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر عن قراءته بذلك على أبي طاهر عن ابن مجاهد ، وهي الطريق المسندة في التيسير ; قال الداني في جامعه ، وقد بلغني عن ابن مجاهد أنه رجع عن الإدغام إلى الإظهار اختيارا واستحسانا ومتابعة لمذهب الخليل وسيبويه قبل موته بست سنين .

                                                          ( قلت ) : إن صح ذلك عن ابن مجاهد فإنما هو في وجه إظهار الكبير . أما في وجه إدغامه فلا ؛ لأنه إذا أدغم الراء المتحركة في اللام فإدغامها ساكنة أولى وأحرى - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية