الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( الخامس عشر ) النون في الواو من يس والقرآن فأدغمها الكسائي ويعقوب وخلف وهشام ، واختلف عن نافع وعاصم والبزي وابن ذكوان . فأما نافع فقطع له بالإدغام من رواية قالون أبو بكر بن مهران وابن سوار ، في المستنير ، وكذلك سبط الخياط في كفايته ومبهجه ، وكذلك الحافظ أبو العلاء في غايته ، وكذلك جمهور العراقيين من جميع طرقهم إلا أن أبا العز استثنى عن هبة الله يعني من طريق الحلواني . وبه قرأ صاحب التجريد على الفارسي من طريق أبي نشيط والحلواني جميعا وعلى ابن نفيس من طريق أبي نشيط ، وقطع له بالإظهار صاحب التيسير ، والكافي ، والهادي ، والتبصرة ، والهداية ، والتلخيص ، والتذكرة ، والشاطبية ، وجمهور المغاربة ، وقطع الداني في جامعه بالإدغام من طريق الحلواني . وبالإظهار من طريق أبي نشيط . وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين . وقطع له بالإدغام من رواية ورش من طريق الأزرق صاحب التيسير ، والكافي ، والتبصرة ، والتلخيص ، والشاطبية ، والجمهور ، وقال في الهداية إنه الصحيح عن ورش ، وقطع بالإظهار من الطريق المذكورة صاحب التجريد حسبما قرأ به على شيوخه من طرقهم . وقطع بالإدغام من طريق الأصبهاني أبو العز وابن سوار ، والحافظ أبو العلاء ، وصاحب التجريد ، والمبهج ، والأكثرون . وبالإظهار الأستاذ أبو بكر

                                                          [ ص: 18 ] بن مهران ، والحافظ أبو عمرو الداني ، والوجهان صحيحان عن ورش . وأما البزي فروى عنه الإظهار أبو ربيعة ، وروى عنه الإدغام ابن الحباب . والوجهان صحيحان عنه من الطريقتين المذكورتين ، وغيرهما نص عليهما الحافظ أبو عمرو . وأما ابن ذكوان فروى عنه الإدغام الأخفش . وروى عنه الإظهار الصوري وذكر صاحب المبهج من طريق الصوري الإدغام أيضا . والجمهور على خلافه ، والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان ، ذكرهما الداني في جامع البيان من الطريقتين المذكورتين .

                                                          وأما عاصم فقطع له الجمهور بالإدغام من رواية أبي بكر من طريق يحيى بن آدم ، وبالإظهار من طريق العليمي إلا أن كثيرا من العراقيين روى الإظهار عنه من طريق يحيى بن آدم كأبي العز وأبي العلاء ، وكذلك أبو القاسم بن الفحام في تجريده من قراءته على الفارسي ، ورواه في المبهج عنه من طريق نفطويه .

                                                          وروي الإدغام عن العليمي في كفايته ومبهجه . وكلاهما صحيح عن أبي بكر من الطريقين ، وروى عنه الإدغام من رواية حفص عمرو بن الصباح من طريق زرعان ، وقطع به في التجريد من طريق عمرو ، وروى عنه الإظهار من طريق الفيل . والوجهان صحيحان من طريق عمرو عنه . ولم يختلف عن عبيد عنه أنه بالإظهار ، والله أعلم .

                                                          وقرأ الباقون بالإظهار وجها واحدا وهم أبو عمرو ، وحمزة ، وأبو جعفر وقنبل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية