الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأما الحكم الرابع وهو ( الإخفاء ) وهو عند باقي حروف المعجم وجملتها خمسة عشر حرفا وهي : التاء ، والثاء ، والجيم ، والدال ، والذال ، والزاي ، والسين ، والشين ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والفاء ، والقاف ، والكاف . نحو : كنتم ، ومن تاب ، جنات تجري ، والأنثى ، من ثمرة ، قولا ثقيلا ، أنجيتنا ، إن جعل ، خلق جديد ، أندادا ، من دابة ، وكأسا دهاقا ، أأنذرتهم ، من ذهب ، وكيلا ذرية ، تنزيل ، من زوال ، صعيدا زلقا ، و الإنسان ، من سوء . ورجلا سلما ، فأنشرنا ، إن شاء ، غفور شكور ، والأنصار ، أن صدوكم ، جمالة صفر ، منضود ، من ضل ، وكلا ضربنا ، المقنطرة ، من طين ، صعيدا طيبا ،

                                                          [ ص: 27 ] ينظرون ، من ظهير ، ظلا ظليلا ، فانفلق ، من فضله ، خالدا فيها ، فانقلبوا ، من قرار ، سميع قريب ، المنكر ، من كتاب ، كتاب كريم .

                                                          واعلم أن الإخفاء عند أئمتنا هو حال بين الإظهار والإدغام . قال الداني : وذلك أن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيجب إدغامهما فيهن من أجل القرب ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الإظهار فيجب إظهارهما عندهن من أجل البعد فلما عدم القرب الموجب للإدغام والبعد الموجب للإظهار أخفيا عندهن فصارا لا مدغمين ولا مظهرين ، إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن ، وبعدهما عنهن فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنده قال : والفرق عند القراء ، والنحويين بين المخفي والمدغم أن المخفي مخفف والمدغم مشدد انتهى - والله أعلم - .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية