الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وبقي هنا تنبيهات : ( الأول ) : المراد بالقطع والسكت في هذه الأوجه كلها هو الوقف المعروف لا القطع الذي هو الإعراب ، ولا السكت الذي هو دون تنفس ، هذا هو الصواب كما قدمنا في باب البسملة . وكما صرح به أبو العباس المهدوي حيث قال في الهداية : ويجوز أن تقف على آخر السورة وتبدأ بالتكبير ، أو تقف على التكبير وتبدأ بالبسملة ، ولا ينبغي أن يقف على البسملة - ومكي في تبصرته بقوله : ولا يجوز الوقف على التكبير دون أن تصله بالبسملة - وأبو العز بقوله : واتفق الجماعة يعني رواة التكبير أنهم يقفون في آخر كل سورة ويبتدئون بالتكبير ، والحافظ أبو العلاء بقوله : وكلهم يسكت على خواتيم السور ، ثم يبتدئ بالتكبير غير الفحام عن رجاله فإنه خير بين الوقف على آخر السورة ، ثم الابتداء بالتكبير ، وعلم بذلك أنه أراد بالسكت المتقدم [ ص: 436 ] الوقف - وصاحب التجريد بقوله : وذكر الفارسي في روايته أنك تقف في آخر كل سورة وتبتدئ بالتكبير منفصلا من التسمية - وابن سوار ، بقوله : وصفته أن يقف ويبتدئ الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم ، وصرح به أيضا غير واحد كابن شريح وسبط الخياط والداني والسخاوي وأبي شامة ، وغيرهم وزعم الجعبري أن المقصود بالقطع في قولهم هو السكت المعروف كما زعم ذلك في البسملة ، قال في شرح قول الشاطبي : فإن شئت فاقطع دونه . معنى قوله فإن شئت فاقطع أي فاسكت ، ولو قالها لأحسن إذ القطع عام فيه والوقف انتهى . وهو شيء انفرد به لم يوافقه أحد عليه ، ولعله توهم ذلك من قول بعض أهل الأداء كمكي والحافظ الداني حيث عبرا بالسكت عن الوقف فحسب أنه السكت المصطلح عليه ، ولم ينظر آخر كلامهم ، ولا ما صرحوا به عقيب ذلك أيضا ، فقد قدمنا في أول كتابنا هذا عند ذكر السكت أن المتقدمين إذا أطلقوا لا يريدون به إلا الوقف ، وإذا أرادوا به السكت المعروف قيدوه بما يصرفه إليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية