الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12267 باب الوصية في سبيل الله عز وجل

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أحمد بن خالد ، ثنا محمد بن إسحاق ، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي أسد خزيمة ، أخبرني يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن جدته أم معقل قالت : لما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع ، أمر الناس أن يتهيئوا معه ، فتجهزنا ، فأصابتني هذه القرحة الحصبة أو الجدري ، قالت : فدخل علينا من ذلك ما شاء الله ، فأصابني مرض ، وأصاب أبا معقل ، فأما أبو معقل ، فهلك فيها ، قالت : وكان لنا جمل ينضح عليه نخلات لنا هو ، وكان هو الذي نريد أن نحج عليه ، قالت : فجعله أبو معقل في سبيل الله ، قالت : وشغلنا بما أصابنا ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغ من حجته ، جئت حين تماثلت من وجعي ، فدخلت عليه ، فقال : يا أم معقل ، ما منعك أن تخرجين معنا في وجهنا هذا ؟ قالت : قلت : والله لقد تهيأنا لذلك ، فأصابتنا هذه القرحة ، فهلك أبو معقل ، وأصابني منها مرض ، فهذا حين صححت منها ، وكان لنا جمل هو الذي نريد أن نخرج عليه ، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله ، قال : فهلا خرجت عليه ؛ فإن الحج من سبيل الله ، أما إذ فاتتك هذه الحجة معنا ، فاعتمري عمرة في رمضان ، فإنها كحجة . قال : فكانت تقول : الحج حج ، والعمرة عمرة . وقد قال في هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما أدري أخاصة لي لما فاتني من الحج ، أم هي للناس عامة ؟ قال : يوسف : فحدثت بهذا الحديث مروان بن الحكم - وهو أمير المدينة في زمن معاوية - فقال : من سمع هذا الحديث معك منها ؟ فقلت : معقل بن أبي معقل - وهو رجل بدوي - قال : فأرسل إليه مروان ، فحدثه بمثل ما حدثته ، فقلت : يا مروان ، إنها حية في دارها بعد ، فوالله ما اطمأن إلى حديثنا حتى ركب إليها في الناس ، فدخل عليها ، فحدثته بهذا الحديث .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية