الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12386 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ، ثنا عبد العزيز الأويسي ، حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقسم لها ميراثها [ ص: 301 ] مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفاء الله ، فقال لها أبو بكر - رضي الله عنه - : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة - رضي الله عنها - فهجرت أبا بكر - رضي الله عنه - فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت ، وعاشت بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر ، قال : فكانت فاطمة - رضي الله عنها - تسأل أبا بكر - رضي الله عنه - نصيبها مما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر - رضي الله عنه - عليها ذلك ، قال : لست تاركا شيئا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملت ، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس ، فغلب علي عليها ، وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر ، وقال : هما صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه ، وأمرهما إلى ولي الأمر ، فهما على ذلك إلى اليوم . رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي ، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية