الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                16805 ( وأخبرنا ) أبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنبأ ابن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن شريح ، وابن لهيعة ، والليث بن سعد ، عن خالد بن يزيد ، عن ثابت بن يزيد الخولاني أخبره : أنه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق ، فنهيته عنها فلم ينته ، فقدمت المدينة فلقيت ابن عباس فسألته ، عن الخمر وثمنها ، فقال : هي حرام ، وثمنها حرام . ثم قال : يا معشر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إنه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبي بعد نبيكم لأنزل فيكم كما أنزل في من قبلكم ، ولا أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة ، ولعمري لهو أشد عليكم . قال ثابت : ثم لقيت عبد الله بن عمر فسألته عن ثمن الخمر فقال : سأخبرك عن الخمر ، إني كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ، ثم قال : من كان عنده من هذه الخمر شيء فليأت بها . فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم : عندي راوية ، ويقول الآخر : عندي زق ، أو ما شاء الله أن يكون عنده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني " . ففعلوا ثم أتوه ، فقام وقمت معه ، فمشيت عن يمينه وهو متكئ علي ، فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه فأخرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلني عن شماله ، وجعل أبا بكر رضي الله عنه مكاني ، ثم لحقنا عمر رضي الله عنه فأخرني ، وجعله عن يساره ، فمشى بينهما ، حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس : " أتعرفون هذه ؟ " . قالوا : نعم يا رسول الله ؛ هذه الخمر . فقال : " صدقتم " . قال : " فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها " . ثم دعا بسكين فقال : " اشحذوها " . ففعلوا ثم أخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرق بها الزقاق ، فقال الناس : إن في هذه الزقاق منفعة . قال : " أجل ، ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز وجل ؛ لما فيها من سخطه " . قال عمر رضي الله عنه : أنا أكفيك يا رسول الله . قال : " لا " . قال ابن وهب : وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث .

                                                                                                                                                قال : وأخبرني ابن لهيعة أن أبا طعمة حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يحدث بهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية