الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                4957 باب ما روي في صلاة المأموم قائما وإن صلى الإمام جالسا وما يستدل به على نسخ ما تقدم من الأخبار

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، ( ح وأخبرنا ) علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، أنبأ إسماعيل بن إسحاق ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا زائدة بن قدامة ، ثنا موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فقلت : ألا تحدثيني ، عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : بلى فذكر الحديث بطوله . قد نقلناه في كتاب الطهارة إلى أن قالت : فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر أن يصلي بالناس . فأتاه الرسول فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس ، فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا : يا عمر ، صل بالناس . قال عمر : أنت أحق بذلك ، ففعل فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام ، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر . وأبو بكر يصلي بالناس . فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يتأخر وقال لهما : " أجلساني إلى جنبه " . فأجلساه إلى جنب أبي بكر - رضي الله عنه - قالت : فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد . قال عبيد الله بن عبد الله : فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له : ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة ، عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : هات فعرضت عليه [ ص: 81 ] حديثها فما أنكر منه شيئا غير أنه قال : أسمت لك الرجل الآخر الذي كان مع العباس . فقلت : لا . قال : هو علي - رضي الله عنه - . رواه البخاري ومسلم جميعا ، عن أحمد بن عبد الله بن يونس .

                                                                                                                                                وقد روي ، عن شعبة ، عن موسى بن أبي عائشة في هذا الحديث : أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصف خلفه وحسن سياق زائدة بن قدامة للحديث يدل على حفظه وأن غيره لم يحفظه حفظه ولذلك ذكره البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في كتابيهما دون رواية من خالفه . وكذلك روي من وجه آخر ، عن ابن عباس .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية