الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2346 - حدثنا الحسن بن عرفة قال : أخبرنا هشيم ، عن حصين بن عبد الرحمن ، والمغيرة ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : زوجني أبي امرأة من قريش فلما دخلت علي ، أحسبه قال : لا ألتفت إليها ، أو لا أعبأ بها مما لي من العبادة من الصوم والصلاة ، فدخل عمرو بن العاص عليها ، فقال لها : كيف وجدت بعلك ؟ قالت : كخير الرجال وكخير البعولة من رجل ، لم [ ص: 339 ] يكشف لنا كنفا ، ولم يقرب لنا فراشا ، فأقبل علي فعضني بلسانه ، وقال : أنكحتك امرأة ذات حسب ففعلت وفعلت ، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني إليه قال : فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لي : " أتصوم النهار ؟ " قلت : نعم قال : " وتقوم الليل ؟ " قلت : نعم قال : " فإني أصوم وأفطر وأصلي وأنام " ثم قال لي : " اقرأ القرآن في شهر " قال قلت : إني أجدني أقوى من ذلك قال : " فاقرأه في خمس عشرة " قلت : إني أجدني أقوى من ذلك قال أحدهما إما حصين وإما مغيرة قال : " فاقرأه في كل ثلاث ، ثم قال : " وصم من كل شهر ثلاثة أيام " قلت : إني أقوى من ذلك قال : فلم يزل بي حتى قال : " صم يوما وأفطر يوما فذلك أفضل الصيام وهو صوم داود صلى الله عليه وسلم " .

قال هشيم : قال حصين بن عبد الرحمن في حديثه : ثم قال صلى الله عليه وسلم : " إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة ، فإما إلى سنة ، وإما إلى بدعة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية