الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
96 - حدثنا محمد بن المثنى قال : نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قال : نا عبيد الله - يعني ابن عمر ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : توفي أبي وعليه دين فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمرة بما عليه فأبوا ، ولم يروا فيه وفاء فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له [ ص: 176 ] ذلك فقال : " إذا جددته فوضعته في المربد فآذني " فلما جددته فوضعته في المربد أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء ومعه أبو بكر وعمر رحمة الله عليهما فجلس فدعا بالبركة فيه ثم قال : ادع غرماءك فأوفهم ، فما تركت أحدا له على أبي دين إلا قضيته ، وفضل ثلاثة عشر وسقا ، سبعة عجوة ، وستة لون أو ستة عجوة ، وسبعة لون ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت له ذلك فضحك وقال : " ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما " فأتيت أبا بكر وعمر فأخبرتهما فقالا : قد علمنا إذ صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع أنه سيكون ذلك .

وحديث وهب بن كيسان هذا إنما تركنا أن نخرجه في حديث أبي بكر - رضي الله عنه - لأن أبا بكر وعمر لم يحكيا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا ، فلو ذهبنا نحكي كل حديث بدنه عن صحابي وفيه كلمة لأبي بكر متأولة لا يدخل في مسند أبي بكر لكثرة ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية