الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  12130 عبد الرزاق ، عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن حميد بن نافع ، أن زينب بنت أبي سلمة ، أخبرته بهذه الأحاديث الثلاثة : [ ص: 48 ] أنها دخلت على أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أبو سفيان ، فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة ، خلوق أو غيره ، فدهنت منه جارية ، ثم مست بعارضيها ، ثم قالت : أما والله ما لي بالطيب حاجة ، غير إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث أيام ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " . قال : وقالت زينب : ودخلت على زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي أخوها ، فدعت بطيب فمست منه ، ثم قالت : أما والله ما لي حاجة بالطيب ، غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر : " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا " . قالت زينب : وسمعت أم سلمة بنت أبي أمية زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : جاءت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! إن ابنتي توفي زوجها وقد اشتكت عينها ، أفأكحلها ؟ قال : " لا " ، مرتين - أو ثلاثا - كل ذلك يقول : " لا " ثم قال : " إنما هي أربعة أشهر وعشرا " وقد كانت إحداكن ترمي بالبعرة على رأس الحول . قال حميد : فقلت لزينب : وما ترمي البعرة على رأس الحول ؟ قالت : كانت المرأة في الجاهلية إذا توفي زوجها دخلت حفشا . قيل لمالك : وما الحفش ؟ قال : الخص . ولبست من شر ثيابها ، ولم تمس طيبا ، ولا شيئا حتى تمر بها سنة ، ثم تؤتى بدابة حمار أو شاة أو طائر فتفتض به " فقلت له : وما تفتض به ؟ قال : " تمسح به " ، فقل ما [ ص: 49 ] تفتض بشيء إلا مات قال : " ثم تخرج فتعطى البعرة فترمي بها ، ثم تراجع بعد ذلك ما شاءت من الطيب " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية