الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  17270 عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : قال عمرو بن شعيب " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم الإبل على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق ، ويقيمها على أثمان الإبل ، فإذا غلت رفع ثمنها ، وإذا هانت نقص من قيمتها على أهل القرى على نحو الثمن ما كان " .

                                                                  [ ص: 295 ] قال : " وقضى أبو بكر في الدية على أهل القرى حين كثر المال ، وغلت الإبل فأقام مائة من الإبل ستمائة دينار إلى ثمانمائة " .

                                                                  وقضى عمر في الدية على أهل القرى اثني عشر ألفا ، وقال : إني أرى الزمان تختلف فيه الدية ، تنخفض فيه من قيمة الإبل ، وترتفع فيه وأرى المال قد كثر ، وأنا أخشى عليكم الحكام بعدي ، وأن يصاب الرجل المسلم فتهلك ديته بالباطل ، وأن ترتفع ديته بغير حق ، فتحمل على قوم مسلمين ، فتجتاحهم فليس على أهل القرى زيادة في تغليظ عقل ، ولا في الشهر الحرام ، ولا في الحرم ، ولا على أهل القرى فيه تغليظ لا يزاد فيه على اثني عشر ألفا ، وعقل أهل البادية على أهل الإبل مائة من الإبل على أسنانها ، كما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أهل البقر مائتا بقرة ، وعلى أهل الشاء ألفا شاة ، ولو أقيم على أهل القرى إلا عقلهم يكون ذهبا وورقا فيقام عليهم ، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى على أهل القرى في الذهب والورق عقلا مسمى لا زيادة فيه لاتبعنا قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، ولكنه كان [ ص: 296 ] يقيمه على أثمان الإبل " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية