الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20711 أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن نصر بن عاصم الليثي ، عن خالد بن خالد اليشكري ، قال : خرجت زمن [ ص: 342 ] فتحت تستر حتى قدمت الكوفة ، فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال ، حسن الثغر ، يعرف فيه أنه من رجال الحجاز ، قال : فقلت : من الرجل ؟ قال القوم : أوما تعرفه ؟ قال : قلت : لا ، قالوا : هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فقعدت ، وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، فأنكر ذلك القوم عليه ، فقال لهم : إني سأحدثكم ما أنكرتم من ذلك ، جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية ، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما ، فكان رجال يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وأنا أسأله عن الشر ، فقلت : يا رسول الله ، أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله ؟ قال : " نعم " ، قال : قلت : فما العصمة يا رسول الله ؟ قال : " السيف " ، قلت : وهل بعد السيف بقية ؟ قال : " نعم ، تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن " ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ثم ينشأ دعاة الضلالة ، فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك ، فالزمه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة " ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار ، من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط [ ص: 343 ] أجره " ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة " .

                                                                  قال قتادة : " الصدع من الرجال : الضرب ، وقوله : فما العصمة منه ؟ قال : السيف " ، قال معمر : قال قتادة : نضعه على أهل الردة التي كانت في زمن أبي بكر ، وأما قوله : " إمارة على أقذاء وهدنة " يقول : صلح ، وقوله : " على دخن " : يقول على ضغائن .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية