الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 627 ] 450 - صلاة التسابيح

                                                                                            1233 - أخبرنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد ، ثنا جعفر بن محمد بن الحسين بن عبيد الله ، ثنا بشر بن الحكم العبدي ، ثنا موسى بن عبد العزيز القنباري ، بعدن ، وأخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ، أنبأ إبراهيم بن إسحاق بن يوسف ، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب الهلالي ، ثنا موسى بن عبد العزيز أبو شعيب الذي يقال له : القنباري بعدن ، ثنا الحكم بن أبان ، حدثني عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال للعباس بن عبد المطلب : " يا عباس ، يا عماه ألا أعطيك ، ألا أحبوك ، ألا أفعل بك عشر خصال ، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره ، قديمه وحديثه ، خطأه وعمده ، صغيره وكبيره ، سره وعلانيته : أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة ، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت وأنت قائم : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر خمس عشرة مرة ، ثم تركع فتقول وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، فذلك خمسة وسبعون في كل ركعة تفعل في أربع ركعات ، إن استطعت أن تصليها في كل يوم فافعل ، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة ، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة ، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة " .

                                                                                            هذا حديث وصله موسى بن عبد العزيز ، عن الحكم بن أبان وقد خرجه أبو بكر محمد بن إسحاق ، وأبو داود سليمان بن الأشعث وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب في [ ص: 628 ] الصحيح ، فرووه عن عبد الرحمن بن بشر وقد رواه إسحاق بن إسرائيل ، عن موسى بن عبد العزيز القنباري . 1234 - حدثناه محمد بن هارون بن سليمان الحضرمي ، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، ثنا موسى بن عبد العزيز أبو شعيب القنباري " فذكر الحديث بمثله لفظا واحدا .

                                                                                            فأما حال موسى بن عبد العزيز فحدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يعقوب ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا محمد بن سهل بن عسكر ، قال : سمعت عبد الرزاق ، وسئل عن أبي شعيب القنباري فأحسن عليه الثناء ، وأما حال الحكم بن أبان فأخبرني أحمد بن محمد بن واصل البيكندي ، ثنا أبي ، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، ثنا علي ابن المديني ، عن ابن عيينة ، قال : سألت يوسف بن يعقوب : كيف كان الحكم بن أبان قال : ذاك سيدنا ، قال : ذلك سيدنا ، وأما إرسال إبراهيم بن الحكم بن أبان هذا الحديث ، عن أبيه فحدثنا علي بن عيسى ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب ، ومحمد بن إسحاق ، قالا : ثنا محمد بن رافع ، حدثني إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدثني أبي ، حدثني عكرمة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، قال لعمه العباس ، فذكر الحديث .

                                                                                            هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث ، فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال على أن إمام عصره في الحديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد ، عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ووصله .

                                                                                            1235 - أخبرنا أبو بكر بن قريش ، أنبأ الحسن بن سفيان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنبأ إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بمثل حديث موسى بن عبد العزيز ، عن الحكم ، وقد صحت الرواية ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - علم ابن عمه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الصلاة كما علمها عمه العباس رضي الله عنه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية