الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            3114 - [ . . . ] عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، - رضي الله عنهما - قال : أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا شأن القبلة ، قال الله : ( ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) ، فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فصلى نحو بيت المقدس ، وترك البيت العتيق ، فقال الله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) ، يعنون بيت المقدس فنسختها ، وصرفه الله إلى البيت العتيق فقال الله تعالى : ( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة .

                                                                                            3115 - أخبرنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنبأ محمد بن غالب ، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي ، ثنا المعافى بن عمران الموصلي ، ثنا مصعب بن ثابت ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - ، قال : كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في جنازة فينا في بني سلمة ، وأنا أمشي إلى جنب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال رجل : نعم المرء ما علمنا إن كان لعفيفا مسلما إن كان . فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أنت الذي تقول ؟ " قال : يا رسول الله ، ذاك بدا لنا ، والله أعلم بالسرائر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " وجبت " . قال : وكنا معه في جنازة رجل من بني حارثة - أو من بني عبد الأشهل - فقال رجل : بئس المرء ما علمنا إن كان لفظا غليظا إن كان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أنت الذي تقول ؟ " قال : يا رسول الله ، الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : [ ص: 659 ] " وجبت " ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) .

                                                                                            هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه إنما اتفقا على وجبت فقط .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية