الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 236 ) باب ذكر البيان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما خطب بعرفة راكبا لا نازلا بالأرض .

              2808 - قال أبو بكر : في خبر زيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، سمعت ابن الزبير قال : خطب الناس بعرفة ثم نزل فجمع بين الظهر والعصر .

              2809 - ثنا محمد بن الوليد ، ثنا يزيد وثنا محمد بن يحيى ، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا حاتم بن إسماعيل ، ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله ، فذكر الحديث ، وقال فأجاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى عرفة حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء ، فرحلت له فركب حتى أتى بطن الوادي ، فخطب الناس ، فقال : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا [ ص: 1326 ] وإن كل شيء من أهل الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وأول دم أضعه ، دماؤنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضعه ربانا ربا العباس بن عبد المطلب ؛ فإنه موضوع كله اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، وإن لكم عليهن أن لا يوطين فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ؛ كتاب الله ، وأنتم مسئولون عني ما أنتم قائلون ؟ " فقالوا : نشهد إنك قد بلغت رسالات ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك ، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ، وينكسها إلى الناس " اللهم اشهد ، اللهم اشهد " .

              قال أبو بكر : قد بينت في كتاب النكاح أن قوله لا يوطين فرشكم أحدا تكرهونه ، إنما أراد وطء الفراش بالأقدام ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تجلس على تكرمته إلا بإذنه ، وفراش الرجل تكرمته ولم يرد ما يتوهمه الجهال إنما أراد وطء الفروج .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية