الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              961 - فأما حديث ابن عمر فإن بندارا حدثنا قال : ثنا يحيى ، نا عبيد الله ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنية العليا التي عند البطحاء ، وخرج من الثنية السفلى .

              قال أبو بكر : فقول ابن عمر : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية العليا ، دال على أن الثنية ليست من مكة والثنية من الحرم ، ووراءها أيضا من الحرم ، وكذا من الحرم ، وما وراءها أيضا من الحرم إلى العلامات التي أعلمت بين الحرم وبين الحل ، فكيف يجوز أن يقال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من مكة ، فلو كانت الثنية من مكة وكدا من مكة لما جاز أن يقال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة من الثنية ومن كدا .

              وقد يجوز أن يحتج بأن جميع الحرم من مكة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " أن مكة حرمها الله يوم خلق السموات والأرض " ، فجميع الحرم قد يجوز أن يكون قد يقع عليه [ ص: 475 ] اسم مكة إلا أن المتعارف عند الناس أن مكة موضع البناء المتصل بعضه ببعض ، يقول القائل : خرج فلان من مكة إلى منى ، ورجع من منى إلى مكة ، وإذا تدبرت أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في المناسك وجدت ما يشبه هذه اللفظة كثيرا في الأخبار ، فأما عرفة وما وراء الحرم فلا شك ولا مرية أنه ليس من مكة ، والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم نفر من منى يوم الثالث من أيام التشريق " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية