الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          قال يحيى سمعت مالكا يقول في الذي يرى هلال رمضان وحده أنه يصوم لا ينبغي له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من رمضان قال ومن رأى هلال شوال وحده فإنه لا يفطر لأن الناس يتهمون على أن يفطر منهم من ليس مأمونا ويقول أولئك إذا ظهر عليهم قد رأينا الهلال ومن رأى هلال شوال نهارا فلا يفطر ويتم صيام يومه ذلك فإنما هو هلال الليلة التي تأتي قال يحيى وسمعت مالك يقول إذا صام الناس يوم الفطر وهم يظنون أنه من رمضان فجاءهم ثبت أن هلال رمضان قد رئي قبل أن يصوموا بيوم وأن يومهم ذلك أحد وثلاثون فإنهم يفطرون في ذلك اليوم أية ساعة جاءهم الخبر غير أنهم لا يصلون صلاة العيد إن كان ذلك جاءهم بعد زوال الشمس

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          635 632 - ( قال يحيى : سمعت مالكا يقول في الذي يرى هلال رمضان وحده أنه يصوم ) وجوبا ، ( لا ينبغي ) لا يجوز ( له أن يفطر وهو يعلم أن ذلك اليوم من رمضان ) وبه قال [ ص: 230 ] الجمهور ومنهم الأئمة الأربعة عملا بالأحاديث السابقة .

                                                                                                          وقال عطاء والحسن وشريك وإسحاق : لا يصوم حتى يحكم الإمام بأنه من رمضان ، وعلى الأول إن أفطر عمدا كفر وقضى عند مالك ، وقال الأكثر : لا كفارة للشبهة .

                                                                                                          ( ومن رأى هلال شوال وحده فإنه لا يفطر ؛ لأن الناس يتهمون على أن يفطر منهم من ليس مأمونا ) من أهل الفسق والبدع ( ويقول أولئك إذا ظهر عليهم قد رأينا الهلال ) فمنع منه سدا للذريعة ، وبه قال أبو حنيفة وأحمد والأكثر .

                                                                                                          وقال الشافعي وأبو ثور وأشهب : يفطر وإن خاف التهمة لم يفطر ، ويعتقد الفطر الباجي : وهذا هو الصحيح .

                                                                                                          ( ومن رأى هلال شوال نهارا فلا يفطر ويتم صيام يومه ، ذلك فإنما هو هلال الليلة التي تأتي ) اتفاقا فيما بعد الزوال ، وعلى الأصح فيما قبله كما مر .

                                                                                                          ( قال يحيى : وسمعت مالكا يقول : إذا صام الناس يوم الفطر وهم يظنون أنه من رمضان فجاءهم ثبت ) بسكون الباء وفتحها ، ( أن هلال رمضان قد رئي قبل أن يصوموا بيوم وأن يومهم ذلك أحد وثلاثون ، فإنهم يفطرون ) وجوبا ( من ذلك اليوم أية ساعة جاءهم الخبر غير أنهم لا يصلون صلاة العيد ؛ إن كان ذلك جاءهم بعد زوال الشمس ) لا في اليوم ولا من الغد لخروج وقتها فلو قضيت لأشبهت الفرائض ، وقد أجمعوا على أن سائر السنن لا تقضى .

                                                                                                          وقال أحمد وغيره : يقضونها من الغد في الفطر والأضحى لما في النسائي وغيره : " أغمي علينا هلال شوال وأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند النبي صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمر الناس أن يفطروا من يومهم ويخرجوا لصلاتهم من الغد " ، وعن أبي حنيفة والشافعي القولان ، وقيل : لا تصلى في الفطر ؛ لأنه يوم واحد ، وتصلى في الأضحى في الثالث ؛ لأنها أيام عيد .




                                                                                                          الخدمات العلمية