الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه كان يدخل مكة ليلا وهو معتمر فيطوف بالبيت وبين الصفا والمروة ويؤخر الحلاق حتى يصبح قال ولكنه لا يعود إلى البيت فيطوف به حتى يحلق رأسه قال وربما دخل المسجد فأوتر فيه ولا يقرب البيت قال مالك التفث حلاق الشعر ولبس الثياب وما يتبع ذلك قال يحيى سئل مالك عن رجل نسي الحلاق بمنى في الحج هل له رخصة في أن يحلق بمكة قال ذلك واسع والحلاق بمنى أحب إلي قال مالك الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا أن أحدا لا يحلق رأسه ولا يأخذ من شعره حتى ينحر هديا إن كان معه ولا يحل من شيء حرم عليه حتى يحل بمنى يوم النحر وذلك أن الله تبارك وتعالى قال ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          902 888 - ( مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه : أنه كان يدخل مكة ليلا ، وهو معتمر فيطوف بالبيت ، و ) يسعى ( بين الصفا والمروة ) أو استعمله في حقيقته اللغوية ، لأن الشرعية السعي ( ويؤخر الحلاق حتى يصبح ) إذ لا حرج عليه في تأخيره إذا شغله عنه مانع ، وأظنه لم يجد في الليل من يحلقه ، قاله أبو عمر .

                                                                                                          ( قال ) عبد الرحمن : ( ولكنه ) أي أباه القاسم ( لا يعود إلى البيت ، فيطوف به حتى يحلق رأسه ، قال : وربما دخل المسجد فأوتر فيه ) : صلى الوتر ( ولا يقرب البيت ) أي لا يطوف لئلا يكون للعمرة طوافان .

                                                                                                          ( قال مالك : التفث حلاق الشعر ، ولبس ) مصدر ( الثياب ، وما يتبع ذلك ) من قص الأظفار ، وإزالة الأوساخ ، ونحو ذلك .

                                                                                                          ( قال يحيى : سئل مالك عن رجل نسي الحلاق بمنى في الحج ، هل له رخصة في أن يحلق بمكة ؟ قال : ذلك واسع ) أي جائز ( والحلاق بمنى أحب إلي ) أفضل للاتباع .

                                                                                                          ( قال مالك : الأمر الذي لا اختلاف فيه عندنا ) بالمدينة ( أن أحدا لا يحلق رأسه ، ولا يأخذ من شعره حتى ينحر هديا إن كان معه ، ولا يحل ) بفتح فكسر ( من شيء حرم عليه حتى يحل بمنى [ ص: 526 ] يوم النحر و ) دليل ( ذلك أن الله تبارك وتعالى قال : ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله ) أي حيث يحل ذبحه .




                                                                                                          الخدمات العلمية