الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          حدثني مالك عن زريق بن حكيم الأيلي أن رجلا يقال له مصباح استعان ابنا له فكأنه استبطأه فلما جاءه قال له يا زان قال زريق فاستعداني عليه فلما أردت أن أجلده قال ابنه والله لئن جلدته لأبوءن على نفسي بالزنا فلما قال ذلك أشكل علي أمره فكتبت فيه إلى عمر بن عبد العزيز وهو الوالي يومئذ أذكر له ذلك فكتب إلي عمر أن أجز عفوه قال زريق وكتبت إلى عمر بن عبد العزيز أيضا أرأيت رجلا افتري عليه أو على أبويه وقد هلكا أو أحدهما قال فكتب إلي عمر إن عفا فأجز عفوه في نفسه وإن افتري على أبويه وقد هلكا أو أحدهما فخذ له بكتاب الله إلا أن يريد سترا

                                                                                                          قال يحيى سمعت مالكا يقول وذلك أن يكون الرجل المفترى عليه يخاف إن كشف ذلك منه أن تقوم عليه بينة فإذا كان على ما وصفت فعفا جاز عفوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          1568 1509 - ( مالك عن رزيق ) بضم الراء وفتح الزاي وإسكان التحتية وقاف ويقال فيه زريق بتقديم الزاي على الراء ( ابن حكيم ) بضم الحاء مصغر ويقال بفتحها مكبرا ( الأيلي ) بفتح الهمزة وإسكان التحتية ثقة ( أن رجلا يقال له مصباح استعان ابنا له ) في شيء ( فكأنه استبطأه فلما جاءه قال له يا زان فقال زريق فاستعداني ) طلب تقويتي ونصره ( عليه فلما أن أردت أن أجلده ) الحد ( قال ابنه : والله لئن جلدته لأبوأن ) لأرجعن بمعنى لأقرن ( على نفسي [ ص: 242 ] بالزنى فلما قال ذلك أشكل علي أمره ، فكتبت فيه إلى عمر بن عبد العزيز وهو الوالي يومئذ ) بالمدينة من جهة ابن عمه سليمان بن عبد الملك ، ويحتمل أنه أراد بالوالي الخليفة إن كان ذلك وقع في زمن خلافته ( أذكر له ذلك ) الذي قاله مصباح وابنه ( فكتب إلي عمر أن ) بفتح فسكون ( أجز ) بالجيم والزاي أمض ( عفوه ) عن أبيه ( قال زريق وكتب إلي عمر بن عبد العزيز أيضا أرأيت رجلا ) أي أخبرني عن الحكم في رجل ( افتري ) بضم الألف مبني للمفعول ( عليه أو على أبويه وقد هلكا ) ماتا معا ( أو أحدهما قال : فكتب إلي عمر إن عفا فأجز عفوه في ) حق ( نفسه وإن افترى على أبويه أو أحدهما وقد هلكا فخذ له ) للهالك المتعدد أو المتحد ( بكتاب الله ) أي قوله : فاجلدوهم ثمانين جلدة ( سورة النور : الآية 24 ) ( إلا أن يريد ) الابن ( سترا ) بكسر السين وفتحها .

                                                                                                          ( قال مالك : وذلك ) أي إرادة الستر ( أن يكون الرجل المفترى عليه يخاف إن كشف ذلك منه أن يقوم عليه بينة ) بما رمي به ( فإذا كان على ما وصفت ) بضم التاء ( فعفا جاز عفوه ) ولو بلغ الحاكم .




                                                                                                          الخدمات العلمية