الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تقول إذا تشهدت التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          206 204 - ( مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت تقول إذا تشهدت : التحيات الطيبات الصلوات الزاكيات لله ) فتسقط لفظ لله عقب التحيات والصلوات ، بخلاف ما في حديث عمر وابن مسعود وابن عباس من إثباتها ، وهي مرفوعة ، فتقدم على الموقوف ( أشهد أن لا إله إلا الله ) وزادت على حديث عمر ( وحده لا شريك له ) وكذا ثبتت هذه الزيادة في حديث أبي موسى مرفوعا عند مسلم ، وكذا في حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة وسنده ضعيف ، وكذا في حديث ابن عمر مرفوعا عند الدارقطني لكن سنده ضعيف ، وقد روى أبو داود من وجه صحيح عن ابن عمر في التشهد أشهد أن لا إله إلا الله ، قال ابن عمر : زدت فيها وحده لا شريك له ، وهذا ظاهره الوقف : ( وأن محمدا عبد الله ورسوله ) لم تختلف الطرق عنها ولا عن ابن مسعود في ذلك ، وكذا في حديث أبي موسى وابن عمر وجابر والزبير عند الطحاوي وغيره ، وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال : " بينا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس التشهد إذ قال رجل : وأشهد أن محمدا رسوله وعبده ، فقال - صلى الله عليه وسلم - لقد كنت عبدا قبل أن أكون رسولا قل عبده ورسوله " رجاله ثقات وهو مرسل .

                                                                                                          وفي حديث ابن عباس عند مسلم وغيره : " وأشهد أن محمدا رسول الله " ومنهم من حذف أشهد ، ورواه ابن ماجه بلفظ ابن مسعود : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) قال التوربشتي : السلام بمعنى السلامة كالمقام والمقامة ، والسلام اسم من أسماء الله تعالى ، وضع المصدر موضع الاسم مبالغة ، والمعنى أنه [ ص: 343 ] سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد ، ومعنى السلام عليك ، الدعاء أي سلمت من المكاره ، وقيل معناه اسم السلام عليك ، كأنه برك عليه باسم الله ، فإن قيل : كيف شرع هذا اللفظ وهو خطاب بشر مع أنه منهي عنه في الصلاة ؟ فالجواب : أن ذلك من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) القائمين بحق الله وحق العباد ، تعميم بعد تخصيص ، ( السلام عليكم ) للخروج من الصلاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية