الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد قال رأيت أنس بن مالك في السفر وهو يصلي على حمار وهو متوجه إلى غير القبلة يركع ويسجد إيماء من غير أن يضع وجهه على شيء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          357 355 - ( مالك عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( قال : رأيت أنس بن مالك في السفر وهو يصلي ) التطوع ( على حمار وهو متوجه إلى غير القبلة يركع ويسجد إيماء ) لكل منهما والسجود أخفض ( من غير أن يضع وجهه على شيء ) بردعة أو غيرها ، زاد البخاري ومسلم عن ابن سيرين عن أنس أنه قال : " لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله لم أفعله " قال المهلب : هذه الأحاديث تخص قوله تعالى : ( وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) ( سورة البقرة : الآية 150 ) وتبين أن قوله تعالى : ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ( سورة البقرة : الآية 115 ) في النافلة .

                                                                                                          وقد أخذ بمضمونها فقهاء الأمصار ، إلا أن أحمد وأبا ثور استحبا أن يستقبل القبلة بالتكبير حال ابتداء الصلاة لما رواه أبو داود وأحمد والدارقطني عن أنس : " كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتطوع في السفر استقبل بناقته القبلة ثم صلى حيث توجهت ركابه " واختلف في السفر الذي لا تقصر فيه الصلاة فأجازه الجمهور في كل سفر ، وخصه مالك في المشهور عنه بسفر القصر ، وحجته أن هذه الأحاديث إنما وردت في أسفاره صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عنه أنه سافر سفرا قصيرا فصنع ذلك والله أعلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية