الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان أنه قال كنت أصلي وعبد الله بن عمر مسند ظهره إلى جدار القبلة فلما قضيت صلاتي انصرفت إليه من قبل شقي الأيسر فقال عبد الله بن عمر ما منعك أن تنصرف عن يمينك قال فقلت رأيتك فانصرفت إليك قال عبد الله فإنك قد أصبت إن قائلا يقول انصرف عن يمينك فإذا كنت تصلي فانصرف حيث شئت إن شئت عن يمينك وإن شئت عن يسارك

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          409 409 - ( مالك ، عن يحيى بن سعيد ) الأنصاري ( عن محمد بن يحيى بن حبان ) بفتح المهملة وشد الموحدة ابن منقذ الأنصاري المدني التابعي ، ثقة فقيه ، مات سنة إحدى وعشرين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة .

                                                                                                          ( عن عمه واسع بن حبان ) بن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني المدني ، صحابي ابن صحابي ، وقيل : بل من كبار التابعين الثقات .

                                                                                                          ( أنه قال : كنت أصلي وعبد الله بن عمر مسند ظهره إلى جدار القبلة ) فيه جواز الاستناد إليها ، لكن لا ينبغي لأحد أن يصلي مواجها غيره ، وأبصر عمر رجلا يصلي وآخر مستقبله فضربهما جميعا .

                                                                                                          ( فلما قضيت ) أتممت ( صلاتي انصرفت إليه من قبل ) بكسر ففتح : جهة ( شقي الأيسر ، فقال عبد الله بن عمر : ما منعك أن تنصرف عن يمينك ؟ قال : فقلت : رأيتك فانصرفت إليك ، قال عبد الله : فإنك قد أصبت إن قائلا يقول : انصرف عن يمينك فإذا كنت تصلي فانصرف حيث شئت إن شئت عن يمينك وإن شئت عن يسارك ) والأفضل عند [ ص: 583 ] الأكثر الانصراف عن اليمين لحديث أنس : " كان - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن يمينه " ولا دلالة فيه على أنه لا ينصرف إلا عن يمينه ، وقد قال ابن مسعود : أكثر ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينصرف عن شماله .

                                                                                                          وأما حديث ( كان يحب التيمن في أمره كله في طهوره وانتعاله ) فقد حصر ما استحب ذلك فيه ولم يذكر الانصراف وقد كان ينصرف عن يمينه وشماله . قاله أبو عمر .




                                                                                                          الخدمات العلمية