الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1872 [ ص: 162 ] حديث رابع عشر لأبي الزناد

مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، فقالوا يا رسول الله : إن كانت لكافية ، قال : إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا .

التالي السابق


ليس في هذا الحديث ما يحتاج إلى القول ، وفيه إباحة الخبر عن القيامة ، والآخرة ، وحال النار أجارنا الله منها ، وزحزحنا عنها ، وفيما نطق به القرآن من الخبر عن الآخرة ، والجنة ، والنار ما فيه معتبر لأولي الأبصار .

حدثنا إبراهيم بن شاكر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ، قال : حدثنا سعيد بن عثمان ، قال : حدثنا أحمد [ ص: 163 ] بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أبو بكر ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله ، قال : إن ناركم هذه ليست مثل نار جهنم لا تنفع أحدا ، وإنها لما نزلت ضرب البحر بها مرتين ، ولولا ذلك لم تنفع أحدا .

وروى الفضيل بن دكين ، عن أبي إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عون بن عبد الله ، عن عبد الله ، قال : إن النار التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزءا من نار جهنم .

وروى عبيد الله بن موسى بن إسرائيل ، عن عمار الدهني ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من النار ، وهذه النار قد ضرب بها البحر حين أنزلت سبع مرات ، ولولا ذلك ما انتفع بها .

وروى عبد الله بن نصير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن تبيع بن الحارث ، عن أنس بن مالك ، قال : إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها ، وإنها لتدعو الله أن لا يعيدها في تلك النار أبدا .

[ ص: 164 ] وروى زيد بن الحباب ، عن محمد بن مسلم ، عن ميسرة ، عن سعيد بن المسيب ، أن علي بن أبي طالب سأل رجلا من اليهود - لم ير في اليهود مثله - عن النار الكبرى ، فقال الحبر : يبعث الله الريح الدبور على البحور فتعود نارا فهي النار الكبرى .




الخدمات العلمية