الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1518 [ ص: 157 ] حديث ثان وعشرون لهشام بن عروة

مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرقاب أيها أفضل ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

التالي السابق


هكذا روى يحيى هذا الحديث في الموطأ عن مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، وكذلك رواه أبو المصعب ومطرف وابن أبي أويس وروح بن عبادة ، وحدث به إسماعيل بن إسحاق ، عن أبي مصعب عن مالك عن هشام ، عن أبيه مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، سئل عن الرقاب - وهو عندنا في موطأ أبي المصعب عن عائشة .

ورواه قوم عن مالك عن هشام ، عن أبيه مرسلا لم يذكروا عائشة .

ورواه أصحاب هشام بن عروة - غير مالك - عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر ، وزعم قوم أن هذا الحديث كان أصله عند مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، فلما بلغه أن غيره من أصحاب هشام يخالفونه في الإسناد جعله عن هشام عن أبيه مرسلا ، هكذا قالت طائفة من أهل العلم بالحديث ، فالله أعلم .

وعند ابن وهب وحده عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن حبيب مولى عروة ، عن عروة أنه سمعه يقول : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ، قال : فأي العتاقة أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها ، قال : أرأيت إن لم أجد يا رسول الله ؟ قال : [ ص: 158 ] فتعين الضائع ، أو تصنع لأخرق ، قال : أفرأيت إن لم أستطع ؟ قال : تدع الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك .

هكذا رواه يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين وجماعة أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب ، وتابعه البرمكي عن معن عن مالك ، ورواه معمر عن ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن عروة ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر مثل رواية هشام بن عروة سواء في غير رواية مالك .

أخبرنا أحمد بن عمر قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن فطيس قال : حدثنا يحيى بن إبراهيم قال : حدثنا مطرف قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الرقاب أفضل ؟ فقال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن قاسم والحسن بن عبد الله قالا : حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود قال : حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله .

قال ابن الجارود : وحدثنا مسرور بن نوح قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا روح قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله .

[ ص: 159 ] قال ابن الجارود : وحدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا مطرف قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرقاب أيها أفضل ؟ فقال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

قال ابن الجارود : لا أعلم أحدا قال عن عائشة غير مالك ، قال : ورواه الثوري ويحيى القطان وابن عيينة ووكيع وغير واحد عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر .

قال أبو عمر : أما حديث الثوري فحدثناه عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسم قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن هشام بن عروة ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسبته قال : أي الرقاب أفضل أنا أشك قال : أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا .

وأما حديث القطان فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن عبد السلام قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا هشام بن عروة قال : حدثني أبي أن أبا مراوح الغفاري أخبره أن أبا ذر أخبره قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قال : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا .

وأما حديث ابن عيينة فحدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال : حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا هشام بن عروة قال : أخبرني [ ص: 160 ] أبي ، عن أبي مراوح الغفاري ، عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

وذكره البزار ، حدثنا محمد بن أبان قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهكذا رواه حبيب كاتب مالك وسعيد بن داود الزبيدي عن مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر ، وليس في هذا الحديث معنى يشكل ، ولا يحتاج إلى القول فيه والحمد لله وبه التوفيق .




الخدمات العلمية