الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5334 - وعن محمود بن لبيد - رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : يا رسول الله ! وما الشرك الأصغر ؟ قال : " الرياء " ، رواه أحمد . وزاد البيهقي في ( شعب الإيمان ) : " يقول الله لهم يوم يجازي العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء وخيرا ؟ " .

التالي السابق


5334 - ( وعن محمود بن لبيد ) ، أنصاري أشهلي ، ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدث عنه أحاديث ، قال البخاري : له صحبة ، وقال أبو حاتم : لا يعرف له صحبة ، وذكره مسلم في التابعين ، وقال ابن عبد البر : الصحيح قول البخاري ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : يا رسول الله ! وما الشرك الأصغر ؟ ) : فيه دلالة على أن التعبير بالشرك الأصغر وقع في هذا الحديث أولا ، ( قال : " الرياء " ) ، أي جنس الرياء والسمعة ، من الظهور والخفاء ( رواه أحمد ، وزاد البيهقي في شعب الإيمان : " يقول الله لهم " ) أي : للمرائين ( " يوم يجازي العباد " ) : على بناء الفاعل ونصب العباد ، وفي نسخة على بناء المفعول ورفع العباد ( " بأعمالهم " ) أي : إن خيرا فخير وإن شرا فشر ( " اذهبوا " ) أي : أيها المراؤون ( " إلى الذين كنتم تراؤون " ) ، أي : في حسن العبادة أو أصلها نظرهم تراعون ( " فانظروا هل تجدون عندهم جزاء وخيرا ؟ ) : الواو بمعنى " أو " كما في نسخة ، أو عطف تفسير ، والله تعالى أعلم .

قال الحافظ المنذري : حديث محمود بن لبيد هذا رواه أحمد بإسناد جيد ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي في الزهد وغيره .




الخدمات العلمية