الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5487 - وعن عمرو بن حريث ، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة " . رواه الترمذي .

التالي السابق


5487 - ( وعن عمرو بن حريث ) : تصغير حرث بمعنى زرع ، قال المؤلف : قرشي مخزومي رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومسح رأسه ودعا له بالبركة . ( عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ) : بصيغة التثنية ; لأن الحديث من باب رواية الصحابي الصغير عن الكبير ( قال ) أي : الصديق ( حدثنا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - قال ) : استئناف مؤكد لحدثنا ، أو يدل على مذهب الشاطبي ومن تبعه من أن الإبدال يجري في الأفعال ، وهو أصح الأقوال ، أو التقدير : حدثنا أشياء من جملتها قال : ( " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان " ) : بضم أوله ، في القاموس : إنه بلاد يعني معروفة بين بلاد ما وراء النهر وبلدان العراق ، معظمها الآن بلدة هراة المسماة بخراسان كتسمية دمشق بالشام ، ( " يتبعه " ) : بسكون التاء وفتح الباء ، وفي نسخة بتشديد التاء وكسر الباء أي : يلحقه ويطيعه ( " أقوام " ) أي : جماعات أي عظيمة وغريبة من جنس الإنسان ، ولكنهم يشبهون الجان ، ( " كأن وجوههم المجان " ) : بفتح الميم وتشديد النون جمع المجن بكسر الميم ، وهو الترس ، وقوله : ( " المطرقة " ) : بضم الميم وسكون الطاء على ما في أصل السيد وأكثر النسخ . وقال السيوطي : روي بتشديد الراء [ ص: 3480 ] وتخفيفها فهي مفعولة من أطرقه أو طرقه أي : جعل الطراق على وجه الترس ، والطراق بكسر الطاء الجلد الذي يقطع على مقدار الترس ، فيلصق على ظهره ، والمعنى أن وجوههم عريضة ، ووجناتهم مرتفعة كالمجنة ، وهذا الوصف إنما يوجد في طائفة الترك والأزبك ما وراء النهر ، ولعلهم يأتون إلى الدجال في خراسان ، كما يشير إليه قوله : يتبعه ، أو يكونون حينئذ موجودين في خراسان ، حماه الله من آفات الزمان . ( رواه الترمذي ) ، وكذا ابن ماجه ، والحاكم .




الخدمات العلمية