الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5495 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : لقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ماذا ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ترى عرش إبليس على البحر وما ترى ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا ، أو كاذبين وصادقا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لبس عليه ، فدعوه " . رواه مسلم .

التالي السابق


5495 - ( وعن أبي سعيد الخدري قال : لقيه رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وأبو بكر وعمر - يعني ) أي : يريد أبو سعيد بالضمير البارز ( ابن صياد - ) : والمعنى لقوه ( في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فقال هو ) أي : ابن صياد وهو تأكيد للضمير المستكن في فقال : ( أتشهد أني رسول الله " ، فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله " ) : تقدم ما يتعلق به ، ( " ماذا ترى ؟ " قال : أرى عرشا على الماء . فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " ترى عرش إبليس على البحر " ) ، أقول : قد جرى لبعض المكاشفين من هذه الأمة وقد قدمنا بيانه ( " وما ترى ؟ " ) أي : غير هذا ( قال : أرى صادقين وكاذبا ، أو كاذبين وصادقا ) أي : يأتيني شخصان يخبراني بما هو صدق ، وشخص يخبرني بما هو كذب ، والشك من ابن الصياد في عدد الصادق والكاذب يدل على افترائه ; إذ المؤيد من عند الله لا يكون كذلك ، ( فقال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : ) أي : لأصحابه ( " لبس " ) : بضم لام وكسر موحدة مخففة ، ولو شدد لأفاد التأكيد والتكثير أي : خلط ( " عليه الأمر " ) : في كهانته ( " فدعوه " ) أي : فاتركوه فإنه لا يحدث بشيء يصلح أن يعول عليه . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية