الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5571 - وعن سهل - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدي " . متفق عليه .

التالي السابق


5571 - ( وعن سهل قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : إني فرطكم ) : بفتحتين أي سابقكم ومقدمكم ( على الحوض ) ، قال النووي - رحمه الله : الفرط بفتح الفاء والراء وهو الفارط الذي يتقدم الوراد ; يصلح لهم الحياض والدلاء والأرشية وغيرها من أمور الاستقاء ، فمعناه : أنا سابقكم إلى الحوض كالمهيئ لكم ( من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ) ، قال القاضي - رحمه الله : ظاهر هذا الحديث يدل على أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار ، ( ليردن ) : من الورود ، أي : ليمرن ( علي أقوام ) : أي جماعات ( أعرفهم ويعرفونني ) ، قيل : لعل هؤلاء ، هم الذين ذكرهم ; حيث قال : أصحابي ( ثم يحال بيني وبينهم ، فأقول : إنهم مني ) أي : من أمتي أو من أصحابي ( فيقال : إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) أي : من الارتداد ، فإن سائر المعاصي لا تمنع المؤمن من ورود الحوض والشرب من مائه ، ويدل عليه أيضا قوله : ( فأقول : سحقا ) : بضم فسكون ويضمان ( سحقا ) : كرر للتأكيد ، أي : بعدا وهلاكا ونصبهما على المصدر ، والجملة دعاء بالعذاب ( لمن غير ) أي : دينه ( بعدي ) أي : بعد موتي ، أو بعد قبول ديني والدخول في أمتي . ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية