الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5640 - وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر له سدرة المنتهى قال : يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة ، أو يستظل بظلها مائة راكب - شك الراوي - فيها فراش الذهب ، كأن " ثمرها القلال " . رواه الترمذي وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


5640 - ( وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - وذكر له ) أي : والحال أنه ذكر لرسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم ( سدرة المنتهى ) قيل : هي شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش ثمرها كقلال هجر ، والمنتهى بمعنى موضع الانتهاء أو الانتهاء ، كأنها في منتهى الجنة وآخرها ، وقيل : لم يجاوزها حد ، وإليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم ، ولا يعلم أحد ما وراءها ( قال ) أي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ( يسير الراكب ) أي المجد ( في ظل الفنن ) محركة ، أي الغصن وجمعه الأفنان ، ومنه قوله تعالى : ذواتا أفنان ويقال ذلك للنوع ، وجمعه فنون ، كذا حققه الراغب ( منها ) أي من السدرة ( مائة سنة ، أو يستظل بظلها مائة راكب ) والأول أبلغ ، ويمكن أن يراد بها المبالغة في طولها وعرضها ، فـ " أو " للتخيير أو للتنويع باختلاف بعض الأماكن ، أو بالنسبة إلى نظر بعض الأشخاص ، لكن قوله : ( شك الراوي ) يأبى عن ذلك ، إلا أنه لم يعرف من كلام من ، والشك وقع ممن ، والله تعالى أعلم ( فيها ) أي : في سدرة المنتهى ، والمعنى فيها بين أغصانها أو عليها بمعنى فوقها مما يغشاها ( فراش الذهب ) ، بفتح الفاء جمع فراشة ، وهي التي تطير وتتهافت في السراج ، قيل : هذا تفسير قوله تعالى : إذ يغشى السدرة ما يغشى ومنه أخذ ابن مسعود حيث فسر ما يغشى بقوله : يغشاها فراش من ذهب . قال الإمام أبو الفتح العجلي في تفسيره : ولعله أراد الملائكة تتلألأ أجنحتها تلألؤ أجنحة الفراش كأنها مذهبة . ( كأن ثمرها القلال ) بكسر القاف جمع القلة أي قلال هجر في الكبر . ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) .

[ ص: 3591 ]



الخدمات العلمية