الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5641 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما الكوثر ؟ قال : " ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر " قال عمر : إن هذه لناعمة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أكلتها أنعم منها " . رواه الترمذي .

التالي السابق


5641 - ( وعن أنس قال : سئل رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ما الكوثر ؟ قال : ( ذاك نهر ) بفتح الهاء وتسكن ، أي جدول ماء ، وفي طرفيه حوضان أحدهما في الجنة والآخر في الموقف ( أعطانيه الله ) وإنما قال القائل ( يعني في الجنة ) ؛ لكون أكثره في الجنة ، أو مآل تمامه إليها ( أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ) وفيه إيماء إلى أن ماءه جامع بين سوغ اللبن ولذة العسل ، وإشارة إلى قوله تعالى : وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ( فيه ) أي : في ذلك النهر أو في أطرافه ( طير ) أي : جنس من الطيور طويل العنق وكبيره ( أعناقها كأعناق الجزر ) : بضم الجيم والزاي جمع جزور ، والمعنى أنه أعد للنحر ليأكل منه أصحاب شرب ذلك النهر ، فإنه يتم عيش الدهر . ( قال عمر - رضي الله عنه - : إن هذه ) أي الطير فإنه يذكر ويؤنث ( لناعمة ) أي : لمتنعمة أو لنعمة طيبة ( قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : ( أكلتها ) بفتحات ، جمع آكل ، اسم فاعل كطلبة جمع طالب ، وهذا هو الذي في أصل الجزري وسائر النسخ المصححة ، والمعنى من يأكلها ( أنعم منها ) . وفي نسخة صحيحة وهي أصل السيد : آكلتها ، بالمد وبكسر الكاف على أن صيغة الواحد قد تستعمل للجماعة ، وفي نسخة آكلها بصيغة الفاعل المذكر ، وفي أخرى آكلوها بصيغة جمع المذكر . ( رواه الترمذي ) . ورواه الحاكم عنه مرفوعا : ( الكوثر نهر أعطانيه الله في الجنة ، ترابه مسك أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر ، أكلتها أنعم منها ) .




الخدمات العلمية