الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5649 - وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن بأصوات لم تسمع الخلائق مثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . ( رواه الترمذي ) .

التالي السابق


5649 - ( وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن في الجنة لمجتمعا ) بفتح الميم الثانية أي : موضعا للاجتماع أو اجتماعا ( للحور العين ) قال الراغب : الحور جمع أحور وحوراء ، والحور قيل : ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد ، وذلك نهاية الحسن من العين ، ويقال للبقر الوحشي أعين وعيناء ؛ لحسن عينها ، وجمعها عين ، وبها شبه النساء . قال تعالى : وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون وروى ابن ماجه وابن مردويه ، عن عائشة ، عنه - صلى الله تعالى عليه وسلم : " الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة " . وروى ابن مردويه ، والخطيب عن أنس مرفوعا " الحور العين خلقن من الزعفران " . قلت : ولا تنافي بين الحديثين ؛ لأن " من " تعليلية في الحديث الأول ، فتأمل . ( يرفعن بأصوات ) الباء الزائدة تأكيد للتعدية ، أو أراد بالأصوات النغمات ، والمفعول محذوف أي : يرفعن أصواتهن بأنغام ( لم تسمع الخلائق مثلها ، يقلن : نحن الخالدات ) أي الدائمات في الغنى والمغنى ( فلا نبيد ) من باد هلك وفني ، أي : فلا نفنى ( ونحن الناعمات ) أي المتنعمات ( فلا نبأس ) أي : فلا نصير فقيرات ومحتاجات إلى غير المولى ، ( ونحن الراضيات ) أي : عن ربنا أو عن أصحابنا ( فلا نسخط ) : في حال من الحالات ( طوبى ) أي الحالة الطيبة ( لمن كان لنا وكنا له ) أي : في الجنات العاليات . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية