الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5712 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء . رواه البخاري .

التالي السابق


5712 - ( وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : " إنما سمي الخضر ) أي : خضرا ، وفي نسخة بنصبه أي إنما سمي الرجل المشهور الخضر ( لأنه جلس على فروة بيضاء ) ، في النهاية : الفروة الأرض اليابسة . وقيل : الهشيم اليابس من النبات . قلت : ومعناهما واحد ، ومؤداهما متحد ، واختار شارح القول الثاني فقال : المراد بالفروة الهشيم اليابس شبهه بالفرو ، وقيل : الأرض اليابسة ، وقيل : جلدة وجه الأرض ، وقيل : قطعة نبات مجتمعة يابسة . قلت : هذا هو الأظهر . وقال الطيبي - رحمه الله : ولعل الثاني من قولي صاحب النهاية أنسب لأن قوله : ( فإذا هي تهتز من خلفه خضرا ) ؟ إما تمييز أو حال ، فكأنه نظر الخضر عليه الصلاة والسلام إلى مجلسه ذاك ، فإذا هي تتحرك من جهة الخضرة والنضارة انتهى . ولعله قال : من خلفه مع أن النمو والاهتزاز بما كان في موضع الجلوس من تحته للإشعار بأن الخضرة زادت عن المجلس إلى انتهاء الفروة البيضاء ، ثم قال شارح : قوله " خضرا " بفتح فكسر مع التنوين أي نباتا أخضر ناعما . وروي على زنة صفراء . قلت : وهو كذلك في " أكثر النسخ المضبوطة المعتمدة ، لكن لا يخفى أن النسخة الأولى لمناسبة وجه التسمية أولى للجمع بين المبنى والمعنى . ( رواه البخاري ) . وأسنده السيوطي بهذا اللفظ بعينه في ( الجامع الصغير ) إلى أحمد ، والشيخين ، والترمذي ، عن أبي هريرة ، والطبراني عن ابن عباس ، والله تعالى أعلم .

[ ص: 3648 ]



الخدمات العلمية